منظمة حقوقية: 80% من خطاب الكراهية المنتشر في الهند من ولايات خاضعة للحزب الحاكم

قال نايك إن الحكومة الهندية وفرت مساحات واسعة لتنظيم فعاليات مليئة بالكراهية (رويترز)

كشف مؤسس موقع “هندوتوا ووتش” (HindutvaWatch) رقيب حميد نايك، أن 80% من خطاب الكراهية المنتشر في الهند موجود في الولايات التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي.

وأشار نايك، في حوار خاص مع موقع الجزيرة مباشر، إلى أن حكومة مودي “تسمح أو تشجع خطاب الكراهية أو تشارك فيه بشكل فاعل”، موضحا أن “الحكومة وفرت مساحات واسعة لتنظيم فعاليات مليئة بالكراهية وأن قادة الحزب شاركوا فيها”.

وإلى نص الحوار:

موقع الجزيرة مباشر:

 خلصت في تقريرك إلى أن 80% من خطاب الكراهية منتشرة في الولايات الخاضعة لحكم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، فما أسباب ذلك؟

رقيب حميد نايك:

 يمكن أن نعزو انتشار خطاب الكراهية في الولايات الخاضعة لحكم حزب بهاراتيا جاناتا إلى عدة أسباب وهي أن الجماعات الهندوسية اليمينية المتطرفة مثل (فيشو هندو باريشاد) و(باجرانج دال) و(هندو جانجاجروتي ساميتي) و(انتارا شتريا هندو باريشاد)، أصبحت أكثر جراءة، وأكثر قدرة على الإفلات من المساءلة والعقاب في تلك الولايات. وأصبحت سياسات تلك الجماعات تعتمد بالكامل على الترويج للكراهية والتعصب ضد الأقليات. وقد وفرت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا لهم مساحات واسعة لتنظيم والترويج لفعالياتهم وأنشطتهم المليئة بالكراهية، حتى إن بعض قادة الحزب الحاكم شاركوا في تلك الفعاليات لأنهم يرون فيها فرصة لتحقيق مكاسب انتخابية من خلال استغلال مشاعر الكراهية والانقسام. لذلك فإنه من غير المستغرب أن نرى معظم تلك الفعاليات التي تروج للكراهية تتركز في الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا.

موقع الجزيرة مباشر:

لماذا تستهدف خطابات الكراهية الجالية المسلمة حصرًا في الهند؟

رقيب حميد نايك:

 أعتقد أن الهند تشهد حاليًّا عقدًا من الكراهية المطلقة، حيث يتم استهداف مجتمع ما بشكل مستمر من جبهات مختلفة بما في ذلك جهات حكومية وغير حكومية. وتهدف تلك الخطابات إلى تشويه الهوية المسلمة في الهند وتجريدها من إنسانيتها، وتقويض أي شعور بالوحدة والوئام بين المجتمعات المختلفة.

موقع الجزيرة مباشر:

ما الآثار التي تتركها تلك الخطابات على الأرض؟

رقيب حميد نايك:

 ما يثير القلق أن 4% من جميع الأحداث تضمنت خطابات مليئة بالكراهية والتحيز الجنسي تستهدف صراحة النساء المسلمات. لقد أصبحت الكراهية متجذرة وبعمق، وأصبحنا نراها تتجلى وتأخذ أشكالًا وصورًا عدة، وهذا يشمل الانقسام والاستقطاب وتنامي جرائم الكراهية، واندلاع أعمال الشعب، مما أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي بالكامل في بعض المناطق.

موقع الجزيرة مباشر:

ما هي استنتاجاتك وملاحظاتك حول دور الحكومة؟

رقيب حميد نايك:

 لدينا 255 حادثة موثقة لتجمعات خطاب الكراهية التي استهدفت المسلمين في النصف الأول من عام 2023، وبعد فحصها وجدنا أن ما يقرب من 80% من الأنشطة والفعاليات التي تروج وتحض على خطاب الكراهية تحدث في الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، وهذا يشير إلى تواطؤ حكومات الولايات، من حيث سماحها بتنظيم تلك الفعاليات دون تدخل، أو مشاركتها فعليًّا في بعض الحالات. وهذا بحد ذاته يوحي بأن حكومات تلك الولايات لا تتخذ التدابير الكافية لمكافحة خطاب الكراهية.

موقع الجزيرة مباشر:

ورد في التقرير أن 52% من تجمعات الكراهية نظمتها مجموعات (هندوتاف) مثل (راشترايا سوايامسيفياك سنغ RSS) و(فيشفا هندو باريشاد VHP) و(باجرانج دال) وحزب (بهاراتيا جاناتا) و(ساكال هندو ساماج). ما هي ملاحظاتك على الإجراءات المتخذة في حقهم؟

رقيب حميد نايك:

 في معظم الحالات لم يكن هناك أيّ إجراء يذكر من جانب الشرطة في حق تلك المجموعات، حتى عندما تم رفع قضايا ضدها. صحيح أن الضغط الذي مارسته أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني أدى إلى رفع قضايا في حقهم في بعض الأحيان لكن لم يتم اعتقال أي شخص على الإطلاق. ورغم وجود قضايا مسجلة في عدد من المقاطعات في حق أشخاص مثل (سوريش تشافهكاني) وعضو المجلس التشريعي (تي راجا سنغ) الذي ظهر في عدد من الفعاليات والتجمعات المحرضة على الكراهية التي نظمتها مجموعة (ساكال هندو ساماج) في (ماهاراشارا)، فإنهم رغم ذلك ما زالوا طلقاء ومستمرين في إلقاء الخطب في تجمعات الكراهية دون مساءلة أو عقاب.

موقع الجزيرة مباشر:

هل تعتقد أن خطابات الكراهية مرتبطة بالانتخابات أم أنها مدفوعة أيدولوجيا في المقام الأول؟

رقيب حميد نايك:

 إن خطاب الكراهية في حالة الهند يشبه استثمار المساهمين. فعندما يتم إلقاء تلك الخطابات فإنها تجلب أرباحًا للعديد من أصحاب المصلحة، فبعضها يحقق مكاسب أيديولوجية، وبعض آخر يجني فوائد انتخابية. واللافت أن خطاب الكراهية تجاوز مواسم الانتخابات ليصبح جزءًا من طبيعة الحياة اليومية في البلاد.

موقع الجزيرة مباشر:

 كيف ترى رد حكومة مودي وموقفها اتجاه خطاب الكراهية؟

رقيب حميد نايك:

 لقد شارك رئيس الوزراء مودي ووزير داخليته (أميت شاه) في إلقاء خطابات مليئة بإشارات ومضامين مناهضة للمسلمين في السنوات الأخيرة. وهذا يؤشر إلى عدم وجود إرادة سياسية على أعلى المستويات للحد من مثل هذه الخطابات ووقفها. وفي الوقت الذي أبدت فيه المحكمة العليا استعدادها لمعالجة تلك القضية فإن حكومات الولايات لم تتعاون معها. ومن دون وجود إرادة سياسية قوية لمعالجة أحداث الكراهية فإن مثل تلك الحوادث سوف تستمر. ومع اقتراب انتخابات (لوك سابها) مجلس النواب العام المقبل فإنه من المتوقع أن تزداد تلك الأحداث زيادة هائلة.

وتجدر الإشارة إلى أن موقع (HindutvaWatch.org)، يعدّ إحدى أقوى مجموعات البيانات الحية لانتهاكات حقوق الإنسان في الهند، باستخدام أدلة الفيديو والصور التي قدمتها شبكة من الناشطين الهنود. وإلى جانب تجميع الأخبار، يتتبع الموقع جرائم الكراهية التي يرتكبها الهندوس ولا سيما ضد المسلمين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان