هدم سلطات الاحتلال لمدرسة قرب الخليل يهدد بتسرب التلاميذ من التعليم (فيديو)

لن تجد التلميذة الفلسطينية (هبة بوشية) مدرسة أو منشأة تعليمية إذا مضت إسرائيل قدما في خططها لهدم مدرسة في مسافر يطا لأغراض عسكرية، حيث تعيش مع أسرتها في المجتمع البدوي القريب من الخليل.
وقالت هبة إنها عرفت أن الجيش سوف يهدم المدرسة، وأكدت أن وضعهم صعب ويعانون كثيرا مع الاحتلال، وأشارت إلى أنهم يحتاجون مساعدة حتى لا تهدم سلطات الاحتلال المدرسة.
وأكدت التلميذة الفلسطينية (هبة بوشية) أنهم لا يستطيعون الخروج من منطقتهم ومدرستهم، مشيرة إلى صعوبة الانتقال للدراسة في “مدارس البلد” بمنطقة أخرى.

الانتقال إلى مدارس بعيدة
وتخدم المدرسة نحو 100 طالب من التجمعات السكنية المجاورة لمسافر يطا، الذين يسيرون عادة مسافة تتراوح ما بين كيلومتر إلى 5 كيلومترات للوصول إلى هذه المدرسة، وإذا هدمت سيُضطرون للانتقال إلى مدينة يطا على بعد عشرات الكيلومترات.
قالت هبة “إذا هدموا المدرسة لا سمح الله، فأنا بمشي كل يوم كيلو متر من الدار إلى هنا، إذا هدموها بقدرش إني أمشي مسافة طويلة للبلد أقرأ يعني”.
وأضافت “عشان هيك، وأبي يمكن ما يرضى يخليني أقرأ في البلد وممكن أمتنع كمان عن المدرسة، يعني أنا شاطرة وحرام ظلم بحقي إني أمتنع عن التعليم”.

هدم المدرسة
وتعد الزراعة ورعي الماشية المصدرين الرئيسيين لكسب الرزق بالنسبة للعائلات الفلسطينية البدوية في مسافر يطا، التي يعيش بعضها على أحد التلال الصخرية في الخليل ويستخدمون الحمير باعتبارها وسيلة الانتقال الوحيدة.
قال هيثم أبو صبحة مدير المدرسة، إن المحكمة المركزية الإسرائيلية رفضت التماسا من محامي المدرسة وأمرت بهدمها، ولم ترد السلطات الإسرائيلية على طلب للتعليق على الوضع.
وأكد مدير المدرسة أن لديهم مجتمعا كاملا لا تتوفر فيه أبسط أنواع الخدمات والرعاية الصحية، مشيرا إلى أن هذه المدرسة التي توفر شيئا بسيطا من الخدمات مهددة بالهدم.
وقال إن الاحتلال يحاول في كل الأوقات خلع الفلسطينيين من بيوتهم، مؤكدا أن عملية نقل جديدة قد تحدث في قرية مسافر يطا.

الاحتلال يهجر سكان مسافر يطا
وأصبحت مسافر يطا، وهي مجموعة من القرى الصغيرة الواقعة في التلال القريبة من الخليل في الجنوب، مصدرا رئيسيا للتوتر منذ أن سمح قرار المحكمة الإسرائيلية في مايو/أيار 2022 بتهجير أعداد كبيرة من السكان لإقامة منطقة إطلاق نار عسكرية.
ومع تزايد القيود المفروضة على الحركة والتدريبات العسكرية الحية، أصبحت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للطلاب في هذا المجتمع المهمش بالضفة الغربية، وكل المدارس الأربعة في المنطقة معرضة الآن لخطر الهدم.

وأعلنت إسرائيل نحو 3 آلاف هكتار في تلال جنوب الخليل منطقة عسكرية مغلقة في الثمانينيات والمعروفة باسم “منطقة إطلاق نار 918” وزعمت أمام المحكمة أن الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون هناك في ذلك الوقت كانوا مجرد سكان موسميين.
وتقول جماعات لحقوق الإنسان وسكان فلسطينيون عاشوا حياة ريفية مميزة على مدى أجيال إن عائلات فلسطينية عديدة كانت تعيش في المنطقة بشكل دائم حتى قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية في عام 1967.