قتلى بتجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.. واتصالات بين ميقاتي ومحمود عباس للتهدئة

قُتل 3 أشخاص وأصيب العشرات بتجدد الاشتباكات، اليوم السبت، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة صيدا، فيجنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الاشتباكات مستمرة في المخيم بين حركة (فتح) ومجموعات مسلحة، وأن أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية تُسمَع في أرجاء مدينة صيدا.
وقالت إن ذلك أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة، أحدهم من حركة فتح والثاني من “الشباب المسلم”، أما الثالث فهو مدني قُتل برصاص طائش في منطقة مجاورة لمخيم عين الحلوة.
واستُخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأسلحة القنص، وسجّل سقوط عدد من القذائف والرصاص الطائش في المناطق المحيطة بالمخيم.
وقالت الوكالة اللبنانية، إن العشرات أصيبوا بجروح داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية، وخاصة في صيدا، كما انفجرت قذيفة بمنطقة تقع في ضاحية صيدا الشرقية.
وذكرت أنه تم إخلاء مستشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى، حفاظا على سلامتهم، في وقت أصيبت فيه الشوارع القريبة من المخيم بشلل تام، وتأثرت الحركة داخل المدينة جراء الاشتباكات الدائرة.
وأخمدت فرق الدفاع المدني حريقا شب بمنزل في بلدة سيروب المطلة على مخيم عين الحلوة، بعدما أصيب بقذيفة صاروخية جراء الاشتباكات، دون أن يصاب ساكنوه بأذى.
اتصالات التهدئة
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الاتصالات اللبنانية الفلسطينية لوضع حد للاقتتال داخل المخيم وتأثيراته السلبية في مدينة صيدا، من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وشدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، في اتصال مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم، على أولوية وقف الأعمال العسكرية في المخيم، وقال إن ما يحدث لا يخدم القضية الفلسطينية على الإطلاق.
وأجرى ميقاتي، اتصالًا بالرئيس الفلسطيني وتشاور معه في التطورات الجارية بمخيم عين الحلوة، بحسب بيان صادر عن مكتب ميقاتي، شدد خلاله على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن محمود عباس، تلقى اليوم السبت، اتصالا هاتفيا من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وتباحثا في الأحداث الجارية بمخيم عين الحلوة.
وذكرت أن الرئيس الفلسطيني، أكد خلال الاتصال الهاتفي أنه أصدر تعليمات مشددة بضرورة تحقيق تهدئة كاملة وشاملة في المخيم من الأطراف كافة.
وقالت الوكالة إنه أكد حرصه على تحقيق هذه التهدئة، وأن تتم معالجة الأمور وفق القانون اللبناني، بالتنسيق مع الدولة اللبنانية.
الجيش اللبناني “يتخذ تدابير”
وفي هذا السياق، دعت قيادة الجيش اليوم السبت، جميع الأطراف المعنية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والاتصالات اللازمة لوقف الاشتباكات في المخيم.
ودعت قيادة الجيش “جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر في المناطق المحيطة بالمخيم وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات، والتقيّد بالإجراءات التي تتخذها الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظًا على سلامتهم”.
تجدد الاشتباكات
وتجددت الاشتباكات، اليوم السبت، بعد هدوء ساد صباحا مخيم عين الحلوة، عقب خرق قرار وقف إطلاق النار الذي اتُّخذ مساء أمس الجمعة، وأكدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية” الالتزام بتثبيته، واقتصرت الخروق الليلية على الرشقات النارية وإلقاء القنابل.
وشهد المخيم في نهاية يوليو/تموز الماضي، اشتباكات بين أفراد من (حركة فتح) ومجموعة مسلحة استمرت عدة أيام، وأسفرت عن مقتل أكثر من 11 شخصا وسقوط أكثر من 60 جريحا، وتسببت في أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية داخل المخيم.
وتأسس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم نحو 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، وتفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفا.
ولا يدخل الجيش اللبناني ولا القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، ولكن الجيش يفرض إجراءات مشددة حولها.