يبيعون الشاي والملح في الطرقات.. أطفال من غزة ودعوا الطفولة وأصبحوا باعة جائلين (شاهد)

تزايدت ظاهرة عمالة الأطفال في قطاع غزة تزايدا ملحوظا، جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فالأطفال الذين يواجهون مستقبلا مجهولا، اضطروا إلى نسيان طفولتهم، بعد أن قذفت بهم رياح الفقر إلى بحر المعاناة لتوفير لقمة العيش. بعض هؤلاء الأطفال استشهدت عائلته ومنهم من يعمل مع والده لكي يوفرا ما يسد حاجة الأسرة.

الطفلة بتول النازحة من غزة إلى إحدى المدارس في رفح تقول للجزيرة مباشر، إن عددا من أفراد عائلتها استشهدوا جراء قصف الاحتلال لمنزلهم؛ ما دفعها إلى بيع ملابسهم وأدواتهم القديمة (الرابش) لتوفير قوت يومهم.

وتتمنى بتول أن تكون مثل أي طفل في العالم وترى أصدقاءها ومدرستها في أمان، كما تأمل الطفلة الصغيرة أن تتوقف هذه الحرب حتى تعود إلى منزلها بسلام.

أما الطفل صلاح حمد مرتجى فيقول للجزيرة مباشر “أنا بشتغل من شان آكل أنا وأمي وإخواتي لأنو إحنا في المدارس، ومفيش دعم ولا إشي ولو أنا اشتغلت هناكل ولو ما اشتغلت ما حد هيصرف علينا ولا هنعرف نعيش”.

كما اضطر الطفل أحمد فروانة الذي كان في صفوف الأوائل في مدرسته، إلى النزوح إلى جنوب القطاع، فبدلت الحرب أحواله وبدلًا من الاستيقاظ باكرًا للحاق بمدرسته، أصبح يخرج ليبيع معلبات وحليبا على بسطة، ليوفر لأسرته بعض النقود. ويقول فروانة للجزيرة مباشر “طفولتي انتهت في عام 2023 وأتمنى العودة إلى حياتي الطبيعة وإلى مدرستي لأواصل تفوقي الدراسي”.

ويقول الطفل معتز أبو سنجر وهو يتيم الأب “نفسي أكون مثل الأطفال ولكن هاد زمان وراح لأن الحرب دمرتنا ودمرت كل الشعب”. وأضاف معتز الذي يبيع الفلفل الأحمر في السوق، أنه يشتري الفلفل بنفسه ويفرمه ثم ينزل إلى السوق لبيعه لجني قوت عائلته.

أما الطفل عماد أمين جمال فيعمل مع أخيه في بيع أدوات تجميل للأطفال وأدوات حادة كالمشرط وغيرها من الأشياء الخفيفة، ليتمكن من شراء لعبة يُدخل بها السرور على شقيقته الصغرى، وشراء بعض الملابس الثقيلة التي تقيه صقيع الشتاء.

وجل ما يأمله الطفل أمين الذي يعول أسرته، أن يعود إلى حياته قبل الحرب.

واستمرت الجزيرة مباشر في توثيق مشاهد الأطفال التي دارت بهم الحرب إلى مهن لا تليق بطفولتهم حتى التقت الطفلة رُدينة وأخاها أنسًا.

وتقول رُدينة بكل عفوية وبراءة إنها تعول أباها وتعطيه المال لصعوبة الحال. أما محمد فيعمل في بيع الحلوى (العوامة) التي تحضرها والدته ويقول في أسى “أنا طفل وأتحمل المسؤولية من صغري، الحرب دمرت كل بيوتنا وأحلامنا”.

أما بائع الثوم والملح، الطفل أحمد فيقول “الحرب غيرتنا والأطفال منهم من يتسول ومنهم من يشتغل ليحصل مالا لعيلته”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان