مرضى الفشل الكلوي في غزة.. بين ألم المرض وأوجاع الحرب (شاهد)

في أحد مخيمات النزوح بمدينة رفح، يعيش محمود أبو حماد مريض الفشل الكلوي طريح الفراش، غير قادر على الحركة.

يضطر محمود أبو حماد للذهاب يوميًا لإجراء غسيل كلوي، ما يمثل مشقة شبه مضاعفة عليه وعلى زوجته صباح النجار، التي قالت “توه جاء من الغسيل، يوم بعد يوم بيغسل، بدنا مستشفى إله، ولا حدا رضي يساعدنا بالمرة”.

أبو حماد الذي يفتقد الحد الأدنى من مقومات الرعاية الصحية في مخيمات النزوح، لا يجد كذلك ما يسد به رمقه، حتى أنه يتلوى من الجوع، تقول زوجته “زوجي كل ساعة بيصيح، ولا في أكل له ولا في أي حاجة”.

لا يكاد محمود يذوق طعم النوم من توجعه ليلًا ونهارًا، وفق ما تقول زوجته، للجزيرة مباشر “أنا بتمنى يحنو على المريض هذا، بالرحمة يحنو عليه، يقفوا مع المريض هذا، نفسي يجيبوا لزوجي أي حاجه، ما عندوش أكل، ما عندي مصروف أصرف عليه، هذا كل اللي بدي ياه، وبعت جوالي علشان أعالجه”.

وتمتد معاناة الأسرة من الزوج إلى زوجته التي أصيبت هي الأخرى بجلطة في الدم، ما يزيد المشقة عليها، قائلة “والله بنام على الأرض، وأنا مجلوطة بجلطة، وبنام على الأرض، وزوجي بده رعاية، لمن بدك تحس لمن بدك تقول”، وأضافت “إلنا 3 شهور ما شربنا شُربة اللحم، وعايشين على حبة الدقة وحبة البندورة”.

محمود أبو حماد ليس سوى واحد من آخرين يعانون الأمر ذاته، فوفق المسؤول بوزارة الصحة في غزة، الدكتور مروان أبو سعدة، فإن عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي في غزة وصل إلى 1200 مريض، وهي أعداد قابلة للزيادة بشكل مستمر، حسب قوله لأن البيئة في قطاع غزة من البيئات التي تتفشى فيها الأمراض.

وفي غزة يؤدي المزيج من الأعداد المتزايدة من الجثث المتحللة، والنقص الحاد في المياه، ونقص خدمات النظافة والصرف الصحي، وغياب الرعاية الطبية، إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان