“يجب أن نشعر بالقلق”.. تايمز أوف إسرائيل تحذر من عواقب دعوى الإبادة الجماعية في غزة أمام الجنائية الدولية

قال جيرمي شارون، محرر الشؤون القانونية في صحيفة “تايمز أوف” إسرائيل “يجب أن نشعر بالقلق بسبب المخاطر التي تواجهها إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية في غزة المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي”.
وأشار شارون في تقرير نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، إلى أن إسرائيل ستجد نفسها، للمرة الأولى في تاريخها، في قفص الاتهام في المحكمة الدولية، وشدد على أن الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل “بالغة الخطورة”، وأنه مجرد صدور حكم مؤقت ضد إسرائيل في هذه القضية سيكون له “تأثير بالغ على وضعها الدولي وسمعتها العالمية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوصل عدد قتلى جيشها إلى نحو 500.. إسرائيل تقر بـ”ثمن باهظ” للحرب وتكثف عملياتها جنوبي غزة
“لأنهم عين الحقيقة”.. إعلاميون وحقوقيون عرب يتفاعلون مع استهداف الاحتلال للصحفيين في غزة (فيديو)
تحقيق لصحيفة ليبراسيون الفرنسية يُكذب الرواية الاسرائيلية بشأن هجوم 7 أكتوبر
وعلى الرغم من أن صدور حكم نهائي في هذه القضية ربما يتطلب سنوات، كما ذكر شارون، إلا أن جنوب إفريقيا، التي رفعت الدعوى، طلبت من محكمة العدل الدولية أن تصدر أوامر مؤقتة ضد إسرائيل تشمل الوقف الكامل والفوري لإطلاق النار في غزة، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة وإسرائيل على أساس أنه لم يتم بعد تفكيك البنية العسكرية لحركة (حماس)، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضح شارون أن فكرة صدور حكم مؤقت ضد إسرائيل تشير إلى أن “مزاعم جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تتمتع بالمعقولية، الأمر الذي يلحق الضرر الأكبر بمكانة إسرائيل”.
وضرب شارون مثلًا على ذلك بأن مساندة إسرائيل ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة، أو أي دولة أخرى، إذا رأت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل تقوم بالإبادة الجماعية في غزة.

تصريحات تؤكد الإبادة
وأشار شارون إلى أن جنوب إفريقيا استندت في الدعوى التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية إلى أن إسرائيل انتهكت معاهدة الإبادة الجماعية، التي وقّعت عليها كل من إسرائيل وجنوب إفريقيا عام 1948، وذلك بالنظر إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين في حرب غزة، منهم 70% من النساء والأطفال.
وعلاوة على قتل آلاف المدنيين في غزة، قامت إسرائيل بفرض قيود شديدة على إمدادات قطاع غزة من الغذاء والماء والمستلزمات الطبية، وهو ما يشير، حسب ما قالت جنوب إفريقيا في مذكرتها التي قدمتها للمحكمة وبلغت 84 صفحة، إلى “جهد إسرائيلي مخطط للقيام بإبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة”.
وقال شارون إن التصريحات التي أدلى بها مجموعة من الوزراء الإسرائيليين عن عقاب الفلسطينيين في غزة “منحت جنوب إفريقيا منبرًا للادعاء أن دولة إسرائيل لديها النية في ارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهو ركن أساسي في هذه الدعوى”.
ومن بين التصريحات التحريضية التي أشارت إليها مذكرة جنوب إفريقيا ما قاله رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في 28 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي في إشارة توراتية إلى أعداء إسرائيل “ينبغي أن تتذكروا ماذا فعل العماليق بكم؟ هذا ما تقوله التوراة وهذا ما نتذكره”.
كما قالت المذكرة التي قدمتها جنوب إفريقيا إن نتنياهو وصف الحرب في غزة بأنها بين “أبناء النور وأبناء الظلام”، وهو ما قالت المذكرة إنه وصف “ينزع الإنسانية عن الفلسطينيين”.
كما أوردت المذكرة قول وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت إن “إسرائيل تتعامل مع حيوانات بشرية، ويجب أن تتعامل على هذا الأساس”، وذلك في إشارة إلى الفلسطينيين، وهو وصف بدوره ينزع إنسانية الفلسطينيين.
أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فقال “عندما نقول إنه يجب تدمير حماس فهذا يعني أيضًا كل من يؤيد ويحتفل ويوزع الحلويات.. كل هؤلاء إرهابيون يجب تدميرهم”.