“المقابر المؤقتة” ظاهرة تنتشر شمال غزة وتملأ ساحات المدارس والملاعب والشوارع (شاهد)

مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انتشرت في مدينة جباليا شمالي القطاع، ظاهرة “المقابر المؤقتة”، وهي مقابر يتخذ منها الفلسطينيون موطنًا لدفن جثث شهدائهم. ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر مئات من هذه المقابر في الساحات العامة والشوارع المحيطة.

ووفق شهادات سكان المدينة، فقد لجؤوا إلى المقابر المؤقتة بسبب قلة أماكن الدفن المتاحة أحيانًا، وعجزهم عن الوصول إلى المقابر الرئيسية، لأسباب تتعلق بسلامة المشيعين، وسط استمرار القتال وكثافة القصف وتزايد أعداد الشهداء.

رائد نصر، أحد سكان شمالي قطاع غزة، الذي أسهم بتحويل ساحة مدرسة للإيواء في جباليا إلى مقابر مؤقتة، قال للجزيرة مباشر إنهم لا يستطيعون دفن الشهداء في أماكن أخرى خارج المدرسة، بسبب حظر التجوال والحصار المفروض على منطقة الشمال من قِبل الاحتلال.

وأوضح نصر أن المكان الذي كان يلعب فيه الأطفال، أصبح مكانًا يرعبهم ويحطم نفسيتهم من رؤية الجثث وهي تدفن يوميًّا، قائلًا “للأسف الشديد صار مكانًا لدفن الموتى وإرعاب الأطفال، فعندما يرى الطفل المنظر هذا نفسيته تتحطم وهذا يؤثر عليهم”.

أما أحمد أبو نحل، من سكان حي الشيخ رضوان، وبمبادرة مع شباب المنطقة حوّل ملعب كرة قدم إلى مقبرة مؤقتة، لدفن جثث أهالي المنطقة التي كانت متكدسة في الأرجاء، موضحًا “فش حد يدفنهم فش مقابر، كلهم محاصرين، وهان مربع ملعب تبادرنا وعملنا مقابر للناس بعد ما استأذنا من أهل المنطقة”.

وعن الجثث المجهولة الهوية، قال أبو نحل إنه يصور وجوه الجثث قبل دفنها، ليتعرف أقرباؤهم عليهم فيما بعد، مؤكدًا “صورناهم عن طريق الجوال قبل ما ندفنهم لأن في ناس أغلبهم ما بنعرف مين هما، فعشان يجوا أهاليهم بعدين ويتعرفوا عليهم”.

وأضاف محمود غريب، أحد القائمين على مبادرة تحويل الملعب إلى مقبرة مؤقتة، أن الملعب الذي كان متنفسًا لهم للعب وتمضية الوقت فيه، أصبح مكانًا تضيق الأنفس عند الدخول إليه.

وأشار غريب إلى أن الاحتلال يستهدف أي شخص يحاول التحرك والخروج من المنطقة، فكانت المقبرة المؤقتة في وسط الحي هي الحل الأمثل لدفن جثث الشهداء، حسب قوله.

وبسؤاله عما سيفعلونه بالجثث المتكدسة والمدفونة في الملعب في حال انتهاء الحرب، أجاب “حنتواصل مع وزارة الأوقاف يشوفوا مكان للدفن، لأن المكان تكدس بالشهداء وصار ما يستوعب أعداد إضافية، وعدد الجثث اللي بنستقبلها في اليوم الواحد تصل إلى 5 جثث، وما زالت الجثث بتوصلنا في كل لحظة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان