وول ستريت جورنال: إسرائيل أبلغت مصر نيتها السيطرة على محور فيلادلفيا

آلاف النازحين يقيمون في رفح على الحدود مع مصر
آلاف النازحين يقيمون في رفح على الحدود مع مصر (جيتي)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مصر أنهم يخططون لعملية عسكرية على الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية، والذي تسميه إسرائيل محور فيلادلفيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين سابقين وحاليين ومسؤولين مصريين أن العملية ستشمل “تمركز قوات إسرائيلية على امتداد قطعة أرض من الزاوية الجنوبية الشرقية لغزة المتاخمة لكل من إسرائيل ومصر باتجاه البحر المتوسط”.

ويمتد محور فيلادلفيا الذي يعرف فلسطينيا بإسم محور صلاح الدين على مسافة 14 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا.

وحسبما ما أوردته الصحيفة، رفضت مصر في الأيام الأخيرة اقتراحا إسرائيليا “يتضمن تمركز أفراد أمن إسرائيليين على الجانب المصري من الحدود للقيام بدوريات مشتركة مع مصر”، وقالت مصر إن هذا الاقتراح “ينتهك السيادة المصرية”.

يشار إلى أنه منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، تسيطر على المجال الجوي لغزة وسواحلها ومعابرها باستثناء معبر رفح الذي يخضع لسيطرة مصر والسلطة الفلسطينية ورقابة بعثة من الاتحاد الأوروبي.

غير أن هذا الوضع يبدو أنه لا يرضي قادة إسرائيل في الوقت الراهن، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل نهاية العام الماضي “إن محور فيلادلفيا يجب أن يكون في إيدينا، ويجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح بالشكل الذي نريده”.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن السيطرة على ممر فيلادلفيا “سوف يوجه ضربة استراتيجية لحماس، فسوف يسمح لإسرائيل بإغلاق الأنفاق في تلك المنطقة، ويحد من تدفق الأسلحة إليها، ويمنع مسلحي حماس من الخروج من غزة، كما سيزيل أي سيطرة لحماس على نقاط العبور”.

هذه المكاسب الاستراتيجية التي يحاول قادة إسرائيل تحقيقها لمنع حماس من تكرار عملية طوفان الأقصى، تقابلها مخاطر ومشكلات كثيرة إذا أصرت إسرائيل على المضي قدما في العملية.

سيطرة إسرائيل على المعابر تعني في نظر الفلسطينيين عدم وجود أي رمز للسيادة الفلسطينية على غزة، وسيغير ذلك من الترتيبات الأمنية المستمرة في القطاع منذ أكثر من عقدين.

ويعني شن إسرائيل عملية عسكرية في الشريط الحدودي بين غزة ومصر -يضم مدينة رفح- تعميق الكارثة الإنسانية التي يعاني منها مئات الآلاف من النازحين، خاصة وأنهم توجهوا إلى جنوب القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، ولم يبق لهم مكان آخر يمكن أن يذهبوا إليه.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه حتى عملية عسكرية محدودة في الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة سوف تتطلب دخول القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر، التي يقيم فيها أو حولها على طول الحدود المصرية أكثر من مليون نازح، ما سيؤدي إلى التعميق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها هؤلاء النازحون.

مشكلات للجانب المصري

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين، أن مصر تستخدم القنوات الدبلوماسية والأمنية لكي تتراجع إسرائيل عن خططها، وأن الجيش وأجهزة المخابرات المصرية تفرض سيطرة مشددة على الحدود مع غزة.

وتدعو خطة مصرية مقترحة إلى تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تضم حماس للسيطرة على قطاع غزة، وهي النتيجة التي تقول إسرائيل إنها لن تقبلها. ويدعو اقتراح أمريكي، يواجه معارضة في الحكومة الإسرائيلية، إلى سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على السلطة.

وعلى الرغم من جهود مصر للسيطرة على الحدود مع غزة، فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن مصر لم تمنع بشكل كامل وصول حماس إلى الأسلحة، بما في ذلك بعض الأسلحة التي يزعمون أنها جاءت عبر معبر رفح.

وتشعر مصر بالقلق من أن العملية الإسرائيلية يمكن أن تنتهك شروط معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979، التي تضع قيودا على عدد القوات التي يمكن للبلدين نشرها بالقرب من الحدود في المنطقة.

المصدر : وول ستريت جورنال

إعلان