الشيوخ الأمريكي يرفض محاولة بيرني ساندرز للكشف عن الانتهاكات في غزة

صوت أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي لواشنطن ضد تمرير مشروع قانون قدمه السيناتور بيرني ساندرز لمطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم معلومات حول أوضاع حقوق الإنسان في غزة والانتهاكات الإسرائيلية المحتملة في القطاع باستخدام أسلحة أمريكية.
وصوت 11 عضوا فقط في مجلس الشيوخ لصالح تمرير مشروع القانون فيما صوت 72 آخرين ضده.
والأعضاء الذين صوتوا لصالحه هم “السيناتور لافونزا بتلر، ومارتن هنريش، وبن راي لوجان، وإيد ماركي، وبيرني ساندرز، وجيف ميركلي، والسيناتور راند باول، والسيناتور كريس فان هولين، والسيناتور إليزابيث وارن، والسيناتور بيتر ويلش، والسيناتور مازي هورونو”.
ومشروع القانون الذي قدمه ساندرز يهدف إلى مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت حقوق الإنسان في حربها المستمرة مع حماس، وأظهر مشروع القرار الانقسام المستمر بين الكتل المختلفة في الحزب الديمقراطي حول صراع أودى بحياة أكثر من 24 ألف شخص في غزة.
وفي كلمته قبل التصويت على القرار قال بيرني ساندرز إنه لا يحق لإسرائيل أن تشن حربا ضد الشعب الفلسطيني بأكمله بمن فيهم النساء والأطفال الأبرياء في غزة.
وأضاف “من المؤسف أن ما نشهده الآن حملة عسكرية شنتها حكومة نتنياهو اليمينية أدت إلى دمار واسع النطاق، وتعد حملة القصف الأكثر كثافة في القرن الحادي والعشرين ونتائجها كارثية، إذ قتل أكثر من 20 ألف شخص وأصيب 60 ألف شخص آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال ويعتقد أن آلاف الضحايا الآخرين تحت أنقاض المباني المدمرة في غزة”.
وتابع ساندرز “منذ بداية الحملة الإسرائيلية، طرد 1.9 مليون رجل وامرأة وطفل فلسطيني من منازلهم وحتى اليوم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إلى ديارهم”.
وأضاف السيناتور في كلمته “هؤلاء هم أناس فقراء ليس لديهم أي فكرة عما سيكون عليه مستقبلهم، وقصفت القوات الإسرائيلية منشآت الأمم المتحدة على الرغم من مشاركة الإحداثيات معها حيث تعرضت 61 منشأة أممية إلى ضربات مباشرة وقتل العشرات من عمال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة”.
وتطرق ساندرز إلى التقرير حول الأضرار المادية في القطاع وقال “تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 234 ألف وحدة سكنية قد تضررت، وأن أكثر من 46 ألف منزل دمرت بالكامل في غزة، وهذا يعني أن الدمار الذي لحق بغزة بعد 100 يوم فاق الدمار الذي تعرضه له مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ دمرت نصف المنازل في تلك المدينة”.
وتابع “اليوم ليست الغالبية العظمى من الناس في غزة بلا مأوى فحسب، بل يفتقرون إلى الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ويشير تقرير حديث للأمم المتحدة إلى أن نصف السكان البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة، وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي إن الكارثة الإنسانية في غزة كانت من بين أسوأ الكوارث التي شهدها على الإطلاق… مئات الآلاف من الأطفال الأبرياء في غزة يتضورون جوعا أمام أعيننا وبالرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وغيرها فإن الوضع أصبح سوء من حيث صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتقول المنظمات الإغاثية إن عملية الوصول تدهورت في يناير/كانون الثاني الجاري مقارنة بالشهر الماضي، إذ تعبر شاحنات المساعدات ببطء شديد لأن حكومة نتنياهو لا تسمح لها بالمضي بطريقة آمنة”.
وتابع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي “يقول العاملون في المجال الإنساني الذين أمضوا عقودًا من الخدمة في مناطق الحرب إن هذه الكارثة تتجاوز أي شيء رأوه على الإطلاق… والولايات المتحدة متواطئة في كثير مما يحدث لأنها تمد إسرائيل بالأسلحة والمعدات، بعبارة أخرى الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين”.
وطالب ساندرز في كلمته الكونغرس بالتصرف قائلا “نظرا لحجم الدمار والاستخدام المكثف للأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية في هذه الحملة، يجب على الكونغرس أن يتصرف فيجب علينا أن نضمن أن المساعدات الأمريكية تستخدم وفق حقوق الإنسان الدولية ومطالبة وزارة الخارجية بتقديم المزيد من المعلومات حول الأوضاع الحقوقية في غزة حتى نعرف المسؤولية التي قد تتحملها الولايات المتحدة تجاه هذه الكارثة… لا يمكن أن أدفن رأسي في الرمال وأنا أرى ما يحدث والحقيقة هي أنه منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يناقش مجلس الشيوخ هذه الحرب مناقشة ذات معنى، وعلى الرغم من الخسائر المروعة لم نأخذ أي إجراء يتصدى للدمار غير المسبوق واستخدام الأسلحة الأمريكية في حملة عسكرية خلفت العديد من القتلى والجرحى والنازحين”.
من جانبه قال السيناتور جيف ميركلي “نؤيد تماما ملاحقة إسرائيل لحماس وسعيها لإطلاق سراح الرهائن، لكن لنفترض أن علينا أن نسأل عن كيفية إدارة هذه الحرب واستهداف الشعب الفلسطيني والخسائر الفادحة بين المدنيين وتهجيرهم ودفعهم نحو جنوب القطاع وتكدسهم في رفح على طول الحدود مع مصر”.
وأضاف “كنت من أوائل الأشخاص الذين دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتدفق هائل للمساعدات الإنسانية بسبب الكارثة الهائلة التي تحدث في غزة، وفي وقت سابق من هذا الشهر ذهبت أنا والسيناتور فان هولين إلى معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة ورأينا مدى الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وكيف يُرفض دخول شاحنات المساعدات، وقبل الحرب كانت 500 شاحنة تدخل غزة يوميا، أما الآن فتدخل 150 شاحنة فقط، ونحن نأمل أن تعمل الولايات المتحدة بشكل مكثف مع إسرائيل لإحداث تغيير جذري وإدخال المساعدات المطلوبة للقطاع”.
وتابع ميركلي “هناك أيضا قيمة في الحصول على تقرير من حكومتنا بشأن هذا الصراع وارتباطنا بما يحدث من قتل لآلاف المدنيين في غزة، إذ ورّدنا أكثر من 10 آلاف طن من المعدات العسكرية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي منها 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، ومن المفيد أن تحلّل حكومتنا هذا الأمر ونفهم سبب إعادة تزويد إسرائيل بأسلحة مختلفة، وما يقلقني أيضا هو ما تسرب من المخابرات الإسرائيلية بأن الخيار المفضل هو تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة، إذ دعا بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى استراتيجية التهجير ولا ينبغي أبدا أن نكون متواطئين في هذا الأمر”.
في المقابل قال السيناتور بن كاردن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إن إسرائيل تواجه عدوا أقسم على تدميرها ومشروع القرار المقدم من السيناتور ساندرز بمنزلة لائحة اتهام إلى إسرائيل وسيجعل الأمر أكثر صعوبة إذا كانت هناك مفاوضات حساسة تجري هنا بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وكذلك يجعل من الصعب علينا التعامل مع منع تصعيد الصراع وتمرير القرار سيأتي بنتائج عكسية.
وكان زعيم الأقلية ميتش ماكونيل انتقد أيضا القرار ووصفه بأنه “محاولة لتكبيل أيدي حليف وثيق يخوض معركة ضرورية ضد الإرهابيين المتوحشين وهدية للناشطين اليساريين المناهضين لإسرائيل”، على حد تعبيره.
وأيضا انتقد السيناتور ليندسي غراهام -الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية- القرار واعتبره “جهدًا من شأنه تمكين الإرهابيين”.