محلل عسكري إسرائيلي: رغم تصريحات المسؤولين فإن عمليات الجيش لم تؤد إلى عودة الأسرى من غزة

تسليم الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر
تسليم الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر (وكالة الأناضول)

قال محلل عسكري إسرائيلي بارز، اليوم الأربعاء، إن عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بما في ذلك خان يونس جنوبي القطاع، لم تؤد إلى عودة الأسرى الإسرائيليين، رغم تصريحات المسؤولين بأن الضغط العسكري سيقود لعودتهم.

وأشار (عاموس هارئيل) في تحليل بصحيفة (هآرتس) إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل ترديد شعاره الفارغ “سنقاتل حتى النصر”، ولكن في حالته ينبع هذا بالأساس من اعتبارات البقاء السياسي.

رسالة مصورة نشرها المكتب الإعلامي لكتائب القسام إلى عائلات الأسرى على منصة “تلغرام”

ورأى أن نتنياهو يدرك أنه على الرغم من الدعم الشعبي المتزايد لصفقة الرهائن التي قد تتضمن تنازلات صعبة، فإن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تؤدي إلى تفكيك حكومته، لأن شركاءه اليمينيين المتطرفين من المرجَّح أن ينسحبوا بسببها.

ولفت هارئيل في هذا السياق إلى أن حكومة الحرب منقسمة بشأن هذه القضية، فمن جهة يوجد نتنياهو وغالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية والذين يعارضون صفقة تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد وإطلاق سراح جماعي لآلاف السجناء الفلسطينيين.

وقال “من جهة أخرى، يوجد وزيرا حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس وغادي آيزنكوت، ومراقب شاس آري درعي، ويبدو أنهم يؤيدون مثل هذه الصفقة، حتى على حساب إنهاء القتال”.

فصائل المقاومة استطاعت تحرير العديد من الأسرى في صفقات مبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي
فصائل المقاومة استطاعت تحرير العديد من الأسرى في صفقات تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي (غيتي – أرشيفية)

“فوز حماس في الجولة”

وأضاف هارئيل “هذا يعني إلى حد كبير الاعتراف بفوز حماس في هذه الجولة، وترتكز حجتهم في المقام الأول على النظرة الأخلاقية للدولة تجاه الرهائن، وأغلبهم من المدنيين، الذين تُركوا لمصيرهم بسبب إخفاقات استراتيجية ودفاعية ذات أبعاد هائلة”.

وأشار إلى أن هناك أيضًا تحفظات بشأن سير الحملة العسكرية، وقال إن “قائد الفرقة 98 الجنرال دان جولدفوس هو الرجل الأكثر تصميمًا في الشرق الأوسط، لكن العملية الكبرى التي يقودها في خان يونس للعثور على كبار مسؤولي حماس والرهائن لم تسفر عن أي نتائج مباشرة حتى الآن”.

وقال هارئيل إن “الجيش الإسرائيلي خلص بناءً على معلومات استخباراتية وأدلة الطب الشرعي الجزئي إلى أن أكثر من 20 من الرهائن إما ماتوا في الأسر أو قُتلوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونُقلت جثثهم إلى غزة”.

وأضاف “ونظرًا لظروف أسْرهم التي لا تطاق، كما وصفها الرهائن الذين أُطلق سراحهم قبل شهرين تقريبًا، فمن المرجَّح أن يقال لنا في المستقبل إن المزيد من الرهائن قد لقوا حتفهم”.

وأشار إلى أن هناك أيضًا قلقًا كبيرًا بشأن الصحة العاطفية للرهائن، موضحًا أن كلا العاملَين يقف وراء الإلحاح اليائس الذي تُظهره عائلاتهم الآن في حملتها من أجل إطلاق سراحهم.

وقال “في الوقت الراهن، لا تؤدي عمليات الجيش إلى عودة الرهائن، وتخشى عائلاتهم أن تؤدي عملياتهم إلى وفاتهم عن غير قصد”.

وتصاعدت في إسرائيل، خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، الدعوات المطالبة بوقف الحرب الممتدة لأكثر من 100 يوم دون تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في القضاء على حركة حماس وإعادة 136 محتجزًا لا يزالون بقطاع غزة.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان