صحيفة إسرائيلية: القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى من غزة هدفان متناقضان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء المصغر (الفرنسية)

قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إن القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى هدفان متناقضان للحرب في غزة، مشيرة إلى حالة “إحباط هائل داخل الرتب العليا في الجيش والشاباك”.

ونشرت الصحيفة تقريرا بتاريخ 17 يناير/كانون الثاني، كتبه المحلل (عاموس هارئيل) جاء فيه أن هناك تناقضًا واضحًا بين الهدفين المعلنين للحرب وهما القضاء على حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين، وأن هذين الهدفين يسيران على خطّين منفصلين.

جانب من تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى الصليب الأحمر لتسليمهم إلى إسرائيل
جانب من تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى الصليب الأحمر لتسليمهم إلى إسرائيل (وكالة الأناضول)

وفي حين يسعى الجيش، إلى زيادة الضغط على خان يونس “من خلال عمل فرقة مكونة من مظليين وكوماندوز واعتقاد قائد الفرقة بقدرته على إنقاذ الأسرى والعثور على الصف الأول من حماس، إلا أن جميع جهوده وجهود فرقته حتى اللحظة لم تثمر تقدمًا باتجاه إحراز هذه الأهداف”.

وأشار التقرير إلى تقديرات مفادها أن قيادة حماس، والأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة قد يكونون الآن “فوق الأرض بين مليون ونصف المليون من البشر الذين يمثلون درعًا بشريًا”.

وقال التقرير “في ظل انعدام اليقين بشأن مصير الأسرى الإسرائيليين الذين قد يكونوا الآن يعانون من مخاطر عديدة نتيجة العدوان الإسرائيلي، فيما قد يتسبب العدوان في مقتل المزيد من الإسرائيليين عن طريق الخطأ”.

استقطاب وإحباط

وبعيدًا عن الميدان، أشار التقرير إلى وجود استقطاب خطير في صفوف الحكومة الأمنية المصغرة، إذ إن نتنياهو ومعه وزير الدفاع ووزير الشؤون الاستراتيجية، يرفضون التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، نتيجة مصالح انتخابية متعلقة بالحفاظ على التحالف اليميني داخل الحكومة.

وأضاف التقرير قائلًا ” في حين أن الجانب الآخر “آيزنكوت وغانتس ودرعي “يسعون إلى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بأي ثمن، حتى لو تمثل هذا الثمن في وقف القتال، والذي، بحسب التقرير” يعني إلى حد كبير الاعتراف بانتصار حركة حماس في هذه الجولة”.

وأشار التقرير أيضا إلى أن “إحباطًا هائلًا ينتشر في صفوف الرتب العليا في الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، خوفا من المصالح السياسية الداخلية التي تحرك نتنياهو التي قد بدأت بالفعل بالتسبب في تقويض الإنجازات العسكرية الإسرائيلية”.

وذكر التقرير “أن مقاتلي حماس قد بدؤوا بالظهور بشكل علني في شمال القطاع، وقصف مناطق من فلسطين المحتلة عام 1948 من هناك، حيث يمكن لحركة حماس أن “تنظم استعراضًا لوجودها فوق الأرض، لكي تثبت أن حكم شمالي القطاع لا يزال في قبضتها”.

يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة (أسوشيتد برس)
يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة (أسوشيتد برس)

“في انتظار فوز ترمب”

من جهة أخرى، أوضح التقرير أن نتنياهو يرفض الانصياع للرغبة الأمريكية في الحديث عن “اليوم التالي” و”السلطة الفلسطينية المجددة” فيما يبدو سعيًا منه لإلقاء اللوم في فشله في الحرب على الأمريكيين، بانتظار انتصار ترمب في الانتخابات الأمريكية المقبلة.

وحذرت المنظومة الأمنية الإسرائيلية من انفجار وشيك في الضفة الغربية، بسبب الحصار المفروض عليها ومنع مرور العمال الفلسطينيين، واحتجاز أموال المقاصة، إلا أن نتنياهو يبدو غير مبالٍ بسبب رغبته في إشعال الأوضاع، وتجنب السعي نحو صفقة تبادل، لحماية تحالفه الحكومي.

عضو مجلس الحرب بيني غانتس (اليمين) ووزير العدل جدعون ساعر (الفرنسية)

وفيما يخص الجبهة الشمالية، قال التقرير إن المقاومة اللبنانية فرضت على إسرائيل إنشاء حزام أمني داخل الحدود الإسرائيلية نفسها، في حين أن الردود الإسرائيلية على حزب الله هي ضربات وصفها التقرير بالجوفاء.

وبحسب التقرير فإن “انسحاب كل من غانتس وآيزنكوت من الحكومة من شأنه أن يشعل موجة احتجاجات ضخمة بسبب تقصير نتنياهو وحكومته، والفضائح المخجلة التي تُنشر عن اجتماعات مجلس الكابينت الحربي”.

واختتم الكاتب مقاله بالسؤال “هل سيتسبب هذا كله في إشعال الاحتجاجات-حتى في ظل استمرار الحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية- لدى المهجرين وعائلات القتلى والأسرى الكثير من الأسباب الوجيهة التي تدعوهم للنزول إلى الشارع بكامل قوتهم؟.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان