قصص صمود ينسجها النازحون بمستشفى اليمن السعيد في شمال غزة (فيديو)

يواجه سكان غزة واقعا مريرًا، تتدهور فيه الظروف الإنسانية يوما بعد، وتغيب عنه أساسيات العيش الكريم، خاصة في ظل تزايد أعداد النازحين هربًا من الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع.
على إثر هذا النزوح، تشهد مخيمات ومراكز الإيواء ضغوطا شديدة تؤثر في جودة الخدمات والموارد وعدم كفاية المستلزمات لأعداد النازحين الكبيرة.
وعلى الرغم من الصعوبات وانعدام سبل الراحة، يتعين على النازحين العمل بلا توقف لتلبية الاحتياجات الأساسية، لتصبح حياتهم داخل مراكز الإيواء، تحديًا كبيرًا، وتجربةً قاسية.
ويضرب النازحون في مستشفى اليمن السعيد شمال غزة، مثالًا حيًّا على الصمود الفلسطيني، فعلى الرغم من تعرض المكان بمن فيه للقصف الإسرائيلي المتكرر، يصر الفلسطينيون هناك على التشبث بالحياة.
ويعمل النازحون بكل ما تبقى لديهم من قوة لتوفير الضرورات اليومية ومساعدة المرضى والمتضررين، سواء كان ذلك من خلال البحث عن فرص عمل مؤقتة داخل المكان أو من خلال التعاون على توفير الطعام والماء والرعاية الصحية.
النازح “فادي أبو عميرة” يروي لكاميرا الجزيرة مباشر محاولة تأقلمه مع مآسي الحرب في غزة “عملنا بسطة عشان نتأقلم ومستشفى اليمن السعيد صار بيتي”، وأشار أبو عميرة إلى استيقاظه وأطفاله باكرًا لعمل مشروبات ساخنة للنازحين في ظل البرد القارس.
أما الخبازة “ضياء أبو قمر” فتؤكد أنها ستظل تعمل على خدمة النازحين حتى آخر رمق في حياتها “تاركة أهلي وأولادي ومش قادرة أسيب الناس بعمل خبز وأطعمهم، واحنا بنخبز طخوا علينا وبرغم هذا هنظل صامدين”.
ويؤكد الخباز “طارق دواس” أن عمله مع الست “ضياء” يكاد يكلفهم حياتهم ويعرضهم للخطر بسبب تواصل العدوان على مراكز الإيواء، وعلى الرغم من ذلك فهم مستمرون في إطعام النازحين “بخاطر بحالي وبخبز للناس، حرقوا محلاتنا وخيامنا وبردوه نشتغل للناس”.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد حذرت من انتشار مرض وبائي بين السكان في أماكن النزوح، كما أعلنت عن ارتفاع جديد في عدد الشهداء والمصابين من جراء الحرب الإسرائيلية.