بيتها كان وجهة لتدريس الأطفال.. نازحة في غزة: “اليوم حلمي إني ما أنيّم ابني جوعان” (فيديو)
تفضّل “أسماء” الموت بكرامة على أن تموت جوعانة

تكشف أسماء جمعة وهي نازحة وأم فلسطينية عن حكاية بسطتها التي تبيع فيها الحلوى للأطفال، بعدما تركت منزلها خلفها إثر الاجتياح البري الإسرائيلي لمنطقتها في غزة.
تقول في حوار للجزيرة مباشر “نزحنا من البيوت هربًا من الموت بعد ما دخلت اليهود علينا، والآن لا نملك شيئًا”.
توضح أنها وجدت نفسها في موقف صعب، حيث استيقظت ذات يوم على صوت أطفالها الجوعى، ما دفعها رغم جيوبها الخاوية للبحث عن مشروع مستدام لسد رمق أبنائها، في ظل حرب لا يعرف أحد متى تضع أوزارها.
وتكمل الأم قصتها بفخر وهي في السوق “اطلعت لقيت جل (حلوى)، سألت الراجل بكام الجل (الحلوى) هذا، بيحكي لي بيقول الثلاثة بنصف شيكل، أنا قلت يعني النص لسه شغال في البلد، اشتريت جل بخمسة شيكل”.
“نسينا وجبة الغداء”
وطلبت أسماء من ابنها الكبير بيع بضاعتها للمارة، وكان أول ربح من بسطتها البسيطة 2 شيكل، قامت بشراء ذرة فشار في ظل عدم توفر الطحين، لإطعام أطفالها وجبتي الفطار والعشاء.
وتشرح خطتها لسد رمق أولادها بالسماح لهم بتناول وجبتي الفطور والعشاء فقط، حيث تخبرهم بنسيانها إعداد وجبة الغداء، مؤكدة أهمية وجبة العشاء لأنها تساعد أطفالها على النوم “الولد بينام 12 ساعة ما ينفعش ينام جعان”.
وعن رحلة نزوحها تقول من أمام بسطتها “جينا هنا منطقة خالية مفيش فيها ناس مفيش فيها أكل، الماء معدوم الحياة صعبة جدًا جدًا”، مؤكدة افتقارها لمسكن يقيها وأطفالها برد الشتاء.
“المرأة المثابرة المجاهدة”
وعن منزلها الذي تدمر بفعل الحرب، أفادت بأن والدتها كانت دائمًا تطلق عليها اسم “المرأة المثابرة المجاهدة”، موضحة أن بيتها كان دائمًا وجهة للأطفال لتدريسهم.
وتتدارك النازحة والأم وصاحبة البسطة أن الحرب غيّرت أحلامها “اليوم مستقبلي وحلمي مش إني أبني بيت، اليوم حلمي إني ما أنيّم إبني جوعان.. الجوع أكبر مصيبة”، موضحة “أنه لما كانت الدبابات تضرب، أولادي يقولون لي جعانين”.
وكشفت الأم أنها تفضل الموت تحت القصف على الجوع قائلة “أفضل أموت بحياة كريمة ولا أموت جوعانة”.
وناشدت الأم العالم تقديم يد العون للنساء والأطفال في غزة مستشهدة بالحادثة التاريخية الشهيرة للمرأة التي طلبت العون قائلة “وآمعتصماه عندما قيلت لعمر بن عبد العزيز، العالم كله ضج وقتها”، مطالبة العالمين العربي والإسلامي بستر عورات نساء غزة، وسد رمق الأطفال الذين ماتوا من الجوع.