مغني راب يجسد معاناة أهل غزة عبر أغانيه (شاهد)

يروي مغني الراب نعيم عباس، أحد سكان قطاع غزة، للجزيرة مباشر كيف تحولت كلمات أغانيه لتصف واقع المأساة التي يعيشها سكان القطاع منذ بدء الحرب “قبل الحرب كنت بكتب عن الحب، والآن أكتب عن الحرب”.
ويضيف الشاب نعيم أن كلماته التي يكتبها تحمل تفاصيل مؤلمة وحزينة، ويحاول من خلالها أن يجسد مشاهد الألم والحزن التي يعيشها أهل غزة يوميًّا “كتبت أغنية عن الحرب، بتحكي عن الشهداء وعن الدمار، وبتحكي عن أشياء كثيرة صارت فينا”.
ويقول نعيم إنه يحاول توظيف مواهبه في الغناء للترويح عن الأطفال في مدارس الإيواء، حيث يقوم أسبوعيًّا بزيارة مدارس الإيواء لرسم البسمة على وجوه الأطفال والكبار، مستخدمًا السلاح الذي يتقنه وهو أغانيه المحملة بمآسي الوطن “بنروح على كل مدرسة علشان نزرع في الطفل البسمة، منشان ما يظل حزين ما يظل كئيب”.
وعن الفقد الذي طال غزة وأهلها، يروي الشاب نعيم للجزيرة مباشر قصته الحزينة في فقد ابن خالته الذي استشهد بقصف إسرائيلي، واصفًا يوم استشهاده بأنه أصعب الأيام التي مرت عليه، ورفض أن يكتب أغنية في رثائه، خوفًا من أن يتألم أكثر، متذكرًا بأسى لحظات الحصار التي قضاها مع ابن خالته الشهيد في منزلهم والتي استمرت 10 أيام متتالية.
وتأخرت أحلام نعيم بفعل الحرب، بعد أن كان يطمح للسفر إلى بلجيكا ليلحق بوالده الذي يسكن هناك، ويكمل مسيرة تعليمه، ويواصل تطوير مهاراته في الغناء “وأبني مستقبل هناك، وأدعم أهلي من شعب غزة”.

ويرى نعيم أنه لا خيار أمامه إلا أنه يواجه ظروف الحرب الصعبة في مكانه بما يمتكله من إمكانيات بسيطة، رافضًا فكرة النزوح إلى الجنوب.
ويشير الشاب نعيم إلى أن “العدوان على غزة لم يدع مكانًا إلا وطالته يد القصف والدمار”، مشددًا على تمسكه بالمكوث في الشمال “ليش أطلع على الجنوب، لإنه هنا حرب وهناك حرب مفيش أمان، إذا المدارس دخلوا عليها وحرقوها، أين الأمان؟”.
وتتلخص أمنيات مغني الراب نعيم في أمنية واحدة، هي أن تكون هناك هدنة ويعود الأمان لأهل غزة أرضًا وشعبًا، قائلًا “أنا بصحى وبنام وأقول: يا رب هدنة، هذا بس وغيره ما بدي شيء”.
ويعبّر عن حبه لغزة بقوله “غزة بالنسبة لي دنيتي، عمري وروحي ودمي، أيش ما مبدك غزة بالنسبة لي”.
يأتي ذلك مع دخول الحرب الإسرائيلية يومها الـ107، حيث تتواصل الغارات والقصف على المناطق والمنازل المأهولة بالسكان والنازحين، مخلفة تزايدًا في حصيلة الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.