واشنطن تفتح قناة جديدة للتباحث مع تل أبيب في حربها على غزة.. ما الهدف منها؟
قال مسؤولان أمريكيان مطلعان لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة فتحت قناة مع إسرائيل لبحث المخاوف المتعلقة بالحوادث التي تقع في غزة ويسقط فيها شهداء ومصابون في صفوف المدنيين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي، وكذلك استهداف مرافق مدنية.
وفُتحت القناة بعد اجتماع لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت سابق هذا الشهر، عبّر فيه الوزير عن قلقه بشأن التقارير المستمرة عن ضربات إسرائيلية لمواقع تابعة لمنظمات إنسانية أدت إلى استشهاد أعداد كبيرة من المدنيين.
وأوضح أحد المسؤولَيْن أن بلينكن قال خلال الاجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، إن واشنطن بحاجة إلى معرفة “ما هي الإجابات” عندما يتعلق الأمر بتقارير عن مثل هذه الضربات وتسعى إلى “قناة موثوق بها” يمكن من خلالها للولايات المتحدة إثارة مثل هذه القضايا مع الإسرائيليين بشكل دائم.
ولم يسبق أن جرى الإعلان عن وجود هذه المبادرة، وطلب المسؤولان الأمريكيان عدم الكشف عن هويتيهما بالنظر إلى التفاصيل الحساسة المحيطة بالأمر، بحسب الوكالة.
Exclusive: The US set up a channel with Israel seeking answers on civilians killed or injured by the Israeli military in Gaza https://t.co/v4DZjDdpal https://t.co/v4DZjDdpal
— Reuters (@Reuters) January 25, 2024
وتأتي القناة وسط ضغوط متزايدة على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب الخسائر الفادحة التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين، جراء حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة التي أسفرت عن سقوط 25900 شهيد وإصابة 64110 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال.
كما تعكس إحباط واشنطن إزاء إخفاق إسرائيل في تخفيف محنة المدنيين المحرومين منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول من معظم المساعدات التي كانت تتدفق في السابق إلى القطاع، فضلا عن عدم توافر الرعاية الطبية الكافية لأكثر من 62 ألف مصاب.
وقال مسؤول أمريكي آخر لرويترز، إن واشنطن تثير مع الإسرائيليين من خلال القناة، التي يجري العمل عبرها منذ أسابيع، “كل حادثة تبعث قلقا” تتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ويقوم الإسرائيليون بالتحقيق ومن ثم تقديم تقييم للأمريكيين.
وأوضح المسؤولون أنه في بعض الحالات قدم الإسرائيليون معلومات إضافية توضح ما حدث، وأقروا في حوادث أخرى بأنهم “ارتكبوا خطأ”.
وردًّا على سؤال للوكالة حول القناة، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التحدث عنها بشكل مباشر، لكنه قال إن واشنطن تؤكد أنه يجب على إسرائيل حماية المرافق الإنسانية واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال المتحدث “عندما نرى تقارير عن حوادث تثير المخاوف، فإننا نتحدث عن تلك الحوادث مباشرة مع حكومة إسرائيل ونطلب معلومات إضافية”.
وقال المسؤولون إن القناة تعمل من خلال دبلوماسيين في السفارة الأمريكية في القدس، والمكتب الإقليمي لوزارة الخارجية الذي يركز على الشرق الأوسط، والمبعوث الخاص للرئيس جو بايدن للقضايا الإنسانية في المنطقة ديفيد ساترفيلد.