“مش عاوزين نموت من الجوع”.. الحرب تعيد غزة إلى مواقد النار البدائية

يلاحق الجوع أجساد الفلسطينيين بسبب شح الطعام ونفاد غاز الطهي وانقطاع الكهرباء مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي محاولة لتوفير الحد الأدنى من الغذاء الذي يبقيهم على قيد الحياة، عادت العائلات النازحة في شمال غزة إلى مواقد النار البدائية، باستخدام الكرتون والحطب والبلاستيك.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنازحة من داخل خيمتها في غزة: مش قادرين نتحمل البرد.. لا تدفئة ولا فرش ولا حتى اللقمة (فيديو)
“غزة كلها تهدّمت”.. نازحون يعبّرون عن خيبة أملهم من قرار محكمة العدل الدولية (فيديو)
نفاد مخزون الأكسجين في مستشفى جنوب غزة
وتدفع النساء وربات المنازل بأبنائهن وأزواجهن إلى الخروج يوميا لجمع ما يمكن استخدامه في إشعال النار لتجهيز الطعام.
ميادة محمدين -أم جميل- أبت أن ترى الجوع ينهش أجساد الأطفال، فحاولت التخفيف عنهم ومساعدتهم، فوهبت موقدها لخدمة النازحين، وتقوم أسرتها بجمع الحطب لطبخ طعامهم.
وتروي أم جميل “زوجي يجمع الشجر والأوراق والمخلفات البلاستيكية لإيقاد النار، اللي مش هيموت من الحرب هيموت من الجوع”.
بصوت منهك، قال الحاج محمد حمام عن وسيلة إشعال النار “الورق والحطب يعمي عيوننا ويحرق قلوبنا، مضطرين نتحمل بسبب الظرف السيئ اللي بنعيشه”.
أما صفاء حمام فتشكو ضعف جسدها بسبب سوء التغذية، وعلى الرغم من ذلك فإنها تجتهد قدر استطاعتها لتحضير الطعام لأطفالها الأربعة وزوجها المصاب تحت أي ظرف.
وقالت صفاء بعيون دامعة “بنتي عمرها سنتين بتبكي طول الليل مشان حتة خبز، بقعد أعيط جنبها، ما في شيء أعمله”.
الحاج محمد عسلية حالفه الحظ بإيجاد كومة من القش تعينه على إشعال النار لمدة ساعة واحدة “جرّيتها من مسافة كيلو، مش قادر أوفر جرة غاز، ما في مصاري ومش عاوزين نموت من الجوع، كفى”.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في تقرير صدر في 16 يناير/كانون الثاني الجاري، أن كل شخص تقريبا في غزة يعاني الجوع، وأن “ربع السكان يتضورون جوعا ويكافحون من أجل العثور على الطعام والمياه الصالحة للشرب، والمجاعة وشيكة”.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن تدمير آلاف المنازل في القطاع، وتحويل نحو 1.8 مليون من سكان القطاع إلى نازحين.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي، حسب آخر بيان لوزارة الصحة في القطاع.