عمالة الأطفال في غزة.. ظاهرة تنتشر على وقع الحرب والفقر (فيديو)

فقدت أسر فلسطينية كثيرة عائليها فاضطر الأطفال إلى العمل

يجلس الطفل هاني الرنتيسي خلف بسطته لبيع العوامة (حلوى فلسطينية) وسط جمع من الأطفال في مثل عمره محدثين ضوضاء لشد انتباه الزبائن إلى بضائعهم المتنوعة بين شيبس وإندومي وبسكويت، وكل ما خف وزنه وقل سعره.

“العوامة الـ8 حبات بشيكل”.. لا يكل ولا يمل من الهتاف بصوت عال للترويج لبضاعته، مؤكدا للجزيرة مباشر أن الحرب دفعته لبيع العوامة نتيجة لمرض والده وتدهور الوضع المعيشي لهم بعد الحرب.

ويستعرض ابن السنوات الـ9 ذكرياته قبل الحرب “كنت أروح على المدرسة “، مؤكدا أنها تجربته الأولى في العمل وبيع الأشياء للمارة لإطعام أسرته التي كادت تموت من الجوع، وأن بسطته البسيطة ساهمت في نجاته وأسرته.

وعن ساعات عمله اليومية يقول الطفل هاني ببنيته الضعيفة “بطلع من الصبح وأرجع المغرب” مشيرا إلى إصابته بالإرهاق الشديد جراء عمله الطويل الشاق.

وبحسب الإحصاء الفلسطيني، هناك نحو 1.05 مليون طفل دون سن الـ18 يسكنون في قطاع غزة قبل الحرب، يشكلون ما نسبته 47.1% من سكان القطاع، منهم نحو 32% دون سن الـ5 (340 ألف طفل).

(الجزيرة)

ويشاركه المعاناة الطفل محمد الذي تحدث بتلعثم موضّحا بداية بيعه للبسكويت بالتزامن مع بدء الحرب، مؤكدا باقتضاب أنه اضطر إلى العمل لمساعدة أسرته.

وفي وقت تشير بيانات الإحصاء الفلسطيني إلى أن اقتصاد غزة فقد 90% من الوظائف خلال شهور الحرب، تعرض كثير من الأسر الفلسطينية إلى فقدان العائل فاضطر الأطفال إلى العمل.

أما الطفل محمد علاء فيقول إنه يعمل طوال ساعات النهار لمساعدة أسرته على توفير متطلبات الدار، مؤكدًا أمله العودة إلى مقاعد الدراسة في القريب العاجل.

“سلبتنا طفولتنا”

ويجلس الطفل أحمد على صخرة صغيرة لبيع الشيبس الذي تصنعه والدته في الصباح الباكر ويقوم أحمد ببيعه لأقرانه، مشيرًا إلى أن حياته تبدلت بسبب الحرب التي يأمل أن تضع أوزراها قريبا.

أما رهف صاحبة البنية الضعيفة فتقول إن أطفال غزة فيما قبل الحرب كانوا يذهبون إلى المدرسة، ولديهم حياة مفعمة بالأمل، مؤكدة أن الحرب سلبتهم طفولتهم.

وأكد نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الجمعة الماضي خلال مؤتمر صحفي، أن قطاع غزة أخطر مكان على الأطفال في العالم ووضعه تحول من كارثي إلى شبه منهار.

بدوره يرى المدرّس وسيم أبو قمر أن غياب العائل هو السبب الوحيد لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال في غزة في ظل الحرب، مؤكدا خجل بعض طلابه عند ذهابه للشراء منهم بعد تبدل أحوالهم، ولكنه يشجعهم ويقول لهم إنهم أبطال.

وناشد أبو قمر الذي ينظم فعاليات مجانية للترفيه عن الأطفال في مراكز الإيواء في رفح جنوبي قطاع غزة، مؤسسة اليونيسف العمل على إنقاذ أطفال غزة، مشددا على ضرورة التزام المؤسسة الأممية بشعارها الذي تشتهر به وهو “أنقذوا الأطفال”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان