بعد استشهاد الأم.. طفل في غزة يعتني بشقيقته الرضيعة (فيديو)

تتعلق عيون الرضيعة تالين بأخيها محمد تحاصره بنظراتها في محاولة منها للاحتفاظ به بعد فقدانها الأم وغياب الأب

يعيد الطفل محمد اليازجي ترتيب حياته وفقًا للمعطيات الجديدة للحرب على غزة، فقد خلّفت له الحرب اليتم ومسؤولية طفلة عمرها 6 أشهر فقط.

ويبهرك اهتمام محمد بتفاصيل شقيقته الطفلة تالين من طعام وشراب وتغيير حفاضات، والتجاوب معها ليلًا.

تفاصيل مؤثرة

ويقول اليازجي للجزيرة مباشر “أتذكر أمي كيف كانت تتعامل معها”، مستعرضًا خبراته الجديدة في تعامله مع الطفلة عندما تبكي قائلًا “أضع يدي في فمها أعرف أنها جوعانة”، مؤكدًا أنه أصبح على علم بأسباب بكاء الطفلة وحاجتها المختلفة.

وتتعلق عيون الرضيعة تالين بأخيها محمد تحاصره بنظراتها في محاولة منها للاحتفاظ به بعد فقدانها الأم وغياب الأب.

ويسرد اليازجي الصغير قصة استشهاد والدته ببراءة، موضحًا أنها كانت في زيارة إلى عائلتها بسبب مرض جده وجدته، وتم قصف منزل عائلة الأم فاستشهدت العائلة بالكامل “أخبرنا أبويا أن أمكم استشهدت”.

ذهب ولم يعد

وقال إنهم اضطروا إلى النزوح برفقة والدهم إلى مستشفى الشفاء، مؤكدًا مغادرة الأب إلى غزة لدفن والدتهم، ولكنه لم يعد “ذهبنا ندور عليه ما لقينهاوش”، موضحًا أنهم أُجبروا على النزوح على وقع القصف المستمر من شمال غزة إلى وسطها، ولكن دون والدهم.

وتحمّل الطفل محمد عبء العناية بأخته الرضيعة طوال مدة نزوحه من الشمال إلى خان يونس، متحدثًا عن تفاصيل صعبة بداية من رحلة نزوحه الصعبة حاملًا أخته الرضيعة مرورًا ببحثه عن مكان يؤوي عائلته، وانتهاء بالبرد والأمطار التي أغرقت خيمتهم.

ولا تفارق نظرات الطفلة تالين أخاها محمد طوال حديثه ليوضح “أنا أصبحت مثل أمها”، مؤكدًا أنه تحمّل مهام والدته بعد استشهادها.

وفي علاقة استثنائية، ترى تالين تحتضن محمد وتحاول تقبيله وتهدأ بين ذراعيه، وترى الطفل الذي صار في لحظات أمًا وأبًا لها، يصطحبها معه بين الخيام يلاعبها ويشاركها تفاصيله في محاولة منهما تقديم السلوى لقلبيهما معًا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان