“تنقلب السماء على الأرض مش طالعين”.. مسنّ بشمال غزة يصر على البقاء في منزله رغم 90 يوما من الحرب (فيديو)

رغم موجات النزوح التي اضطر إليها آلاف الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، بسبب القصف اليومي والخراب والدمار الهائل، فإن آخرين تمسكوا بالبقاء في شمال القطاع الذي دمرته الحرب تدميرا شبه كامل، وتحولت مدنه إلى مدن أشباح، وفق ما يقول سكان فضلوا البقاء هناك.
ورغم انعدام أي خدمات صحية أو معيشية، يتمسك عدد ليس بالقليل بالبقاء هناك، معرّضين أنفسهم وأسرهم إلى المجهول الذي يعيشونه كل يوم، وفق ما يقول شيخ فلسطيني مسنّ التقته الجزيرة مباشر: “طبعا داري وتعبي وشقاي، استلمتها رمل، من حبات عنيّ لما سوتها، راحت الدار، أولادي ثلاثة استشهدوا، وبنتي استشهدت ومرتي استشهدت، وأولاد ابني الثلاثة متصابين”.
وأضاف “لكن صامدين في أرضنا وين بدنا نروح، الأرض والعرض، ما نفرطش فيها، أرضنا هذه أرضنا، أرضنا، تنقلب السماء على الأرض مش طالعين من دورنا”.
وبعد أن كتب الله له النجاة من تحت الأنقاض، لم يستسلم لفكرة النزوح مؤكدا بقاءه حتى الموت “أنا باقي هون ومش متزحزح من هنا، ومش هطلع من مكاني، طلعونا من تحت الركام بأعجوبة، كنت تحت الموت وطلعت ناجي بفضل الله الحمد لله”.
ولا يزال الباقون في شمال القطاع يحلمون باليوم الذي تتوقف فيه الحرب، وقال أحدهم “هذه مش مدينة غزة، دي مدينة أشباح، رغم الحصار والضرب إحنا صامدين في أرضنا، هنفضل هنا لآخر يوم في عمرنا”.
وأضاف “بناشد كل الدول، ما حد حاسس فينا بقالنا 90 يوما، كل يوم احنا بنموت عشرين ألف مرة، كل يوم شهداء كل يوم جرحى، مفيش مستشفى، مفيش مكان آمن، موجوعين من جوا”.
وأصبح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى في أعقاب الحرب الإسرائيلية على القطاع.