سياسي فرنسي للجزيرة مباشر: شعوب أوروبا مع فلسطين وماكرون غيّر موقفه بضغط الشارع (فيديو)

وصف النائب عن حزب فرنسا الأبية، ديفيد غيرو، ما يجري في غزة بأنه حرب إبادة وتطهير عرقي ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وفي حوار خاص مع الجزيرة مباشر، قال غيرو “ما هو مرعب أكثر من هذه الحرب هو صمت المجتمع الدولي، وقدرة إسرائيل على عرقلة قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وعجز الأمم المتحدة عن إدانة إسرائيل التي تنتهك كل القوانين الدولية.
وأضاف “أنا مرتعب مما أراه في هذا التطهير العرقي الذي يدور، وهناك شعور بأن المجتمع الدولي لا يمكنه وقف هذه المذبحة، مع أن هناك حلولا تكمن في القانون الدولي تبدأ باحترام المبادئ التي نطلب من الناس أن يحترموها ولا ننفذها، يجب إجبار إسرائيل على وقف هذه المذبحة”.
وعن موقف بلاده من الحرب، قال غيرو “فرنسا كانت تقول (لا) للولايات المتحدة، لكن منذ 15 عاما نراها تصطف تماما مع الولايات المتحدة”، موضحا أن “السياسة الفرنسية تعيش حالة من التخبط، والتغيير الذي طرأ على موقف ماكرون وبدا مؤخرا في دعوته لوقف إطلاق النار، سببه ضغط الشارع والمظاهرات التي انطلقت ضد سياساته”.
وتابع “موقف فرنسا الآن جيد جدا بطلبها المتكرر وقف الحرب، ولم يكن على الرئيس الفرنسي الوقوف بجانب الفاشي بنيامين نتنياهو”.
وفي حواره أكد غيرو أن ما يجري في هذه الحرب من جانب إسرائيل ضد كل القوانين الدولية، وأن المسألة بوضوح أن إسرائيل تحتل أرض فلسطين، وأن فلسطين يجب أن تكون للفلسطينيين.
غزة تتعرض لإبادة ونتنياهو وداعموه يحاولون شيطنة العرب والمسلمين
وأشار النائب عن (فرنسا الأبية) إلى “محاولات دائمة لشيطنة العرب والمسلمين من جانب نتنياهو وداعميه”، وأن هناك الآن مخاوف تحيط بكل من يدافع عن الفلسطينيين، وبأنه يصبح “في مرمى الاتهام بمعاداة السامية”، مؤكدا أن الأمرين مختلفان، فـ”دعم الفلسطينيين ليس معاداة للسامية، ومعارضة نتنياهو لا تنبع من كونه يهوديا، ويجب على الجميع مواجهة خطاب الكراهية الذي يؤيد إبادة مواطنين على أرضهم”، مشيرا إلى أن القانون الدولي يجرم هذه الأفكار.
وقال “هذه أجواء عنيفة جدا منذ وقت طويل بالنسبة لمن يدافع عن حقوق الفلسطينيين في الكرامة والحرية، وكنت واضحا بأن دعم الفلسطينيين لا يعني معاداة السامية. أنا لا أعارض نتنياهو لأنه يهودي، بل أعارضه بالنظر إلى ما يقوم به، لا أحكم على دينه بل على أفعاله المعارضة للقانون الدولي من إبادة عرقية”.
وعن التضامن الذي برز على مستوى الشعوب الأوروبية، أكد غيرو أن الحكومات الأوروبية في جانب والشعوب في جانب آخر، مدللا على ذلك بالمظاهرات التي خرجت في عواصم غربية ضد الحرب، بما فيها الولايات المتحدة، قائلا “في أكبر بلد داعم لإسرائيل هناك مظاهرات ضد الحرب”.
وأوضح أن “الشعوب الأوروبية مع فلسطين، وأي شخص له قلب لن يحتمل رؤية أطفال ونساء ورجال أبرياء يُقتلون بأيدي الإسرائيليين، ونحن نرى يوميا صورا لأطفال تحت الأنقاض”.
وفي ختام حواره، انتقد غيرو مجددا سياسة بلاده التي أفقدتها دور الوسيط الذي كان عليها أن تمارسه في هذه الحرب بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بحكم علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.