رئيس الشاباك السابق: أقصى انتصار قد تحققه إسرائيل في الحرب هو استعادة الأسرى
نشرت صحيفة (هآرتس) العبرية، أمس الأحد، مقابلة أجرتها مع الرئيس السابق لجهاز الشاباك الإسرائيلي، عامي أيالون، دعا فيها إلى إطلاق سراح مروان البرغوثي، المسؤول في حركة فتح، باعتباره “الزعيم الوحيد القادر على التأسيس لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية” إذا تم انتخابه.
وقال أيالون في اللقاء إن “صورة النصر الوحيدة التي يمكن إسرائيل تحقيقها في هذه الحرب تتمثل في استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة، لأن الحرب الإسرائيلية على القطاع لا أهداف حقيقية لها”، وخلص إلى استنتاج أن إسرائيل غير قادرة على صياغة استراتيجية للانسحاب من هذه الحرب في ظل عدم قدرتها على صياغة أهدافها السياسية، مشيرا إلى أنها بذلك “تسير بعيون مفتوحة، نحو الغرق في رمال غزة”.
وأوضح أيالون أن “الانتصار الإسرائيلي لم يتمثل في نجاح الاجتياحات وعمليات الاغتيال، لأن الأمر لن يثني الفلسطينيين، لكن الانتصار الإسرائيلي الوحيد، تمثل في استسلام الدول العربية ورفع الراية البيضاء في مارس/آذار عام 2002 حينما تنازل العرب عن لاءات الخرطوم الثلاث، ووافقوا على الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات كاملة معها شريطة التزامها بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي”.
وأضاف “استبدل العرب بلاءاتهم الثلاث قول (نعم) ثلاث مرات مكانها: نعم للاعتراف، نعم للمفاوضات، ونعم للسلام مع إسرائيل، بيد أن المأساة تتمثل في أن الإسرائيليين يرفضون الاعتراف بانتصارهم ذاك، ويواصلون القتال بعدما حولوا الحرب إلى هدف بحد ذاته”.
"הקונספציה השגויה הניחה שהפלסטינים אינם עם. הם מוכנים להרוג ולהיהרג עבור עצמאותם" https://t.co/v1EmDbCcaq
— Haaretz הארץ (@Haaretz) January 7, 2024
وردًّا على سؤال عما قد يترتب على اغتيال محتمل لقائد حركة المقاوم الإسلامية (حماس) في غزة، يحيى السنوار، قال أيالون إن الأمر لن يمثل نصرا لإسرائيل، وأضاف “لو كان هناك من يظن أن الفلسطينيين يستسلمون، فهو لا يعرف الفلسطينيين ولا حماس ولا حركات الإسلام الراديكالي في العصر الراهن”.
واستعرض أيالون نقاشا جرى في هيئة الأركان، لدى مناقشة السلطات الإسرائيلية عام 1997 فكرة الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية. حيث تساءل بعض الجنرالات، مستنكرين معارضة جهاز الشاباك لإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين “ما الذي تخافون منه؟ هذا الرجل ليس زعيما، فهو رجل مسكين يجلس على كرسي معاقين”، وقد ردّ عليهم أيالون قائلا إن “الشيخ ياسين يمثل قيادة حقيقية للفلسطينيين بالذات بسبب هيئته وعجزه الجسدي. فهو الذي تمكن من توحيد القيادة الدينية، والاجتماعية، والسياسية، التي تجسدت فيه”.
واختتم أيالون حواره مع هآرتس بالقول إنه “في نهاية المطاف، ينظر الفلسطينيون إلى أنفسهم على أنهم شعب. إنهم مستعدون لأن يُقتلوا أو يَقتلوا للحصول على استقلالهم. أما نحن فنواجه خطر الاستمرار في القتال إلى الأبد، لأن الحروب مع الآخرين هي فترات استراحتنا من قتال بعضنا لبعض”.