ندى المصري.. نازحة في غزة تنسج الصوف لسد الرمق وتناسي أهوال الحرب (فيديو)

على أصوات الصواريخ ووابل النيران، يكابد الفلسطينيون بشتى الطرق للحصول على مقومات عيش زهيدة، ولقمة تسد الرمق وتغني عن أي مساعدات ضلت طريقها إليهم.
في إحدى مدارس اللجوء بمدينة رفح، تجلس النازحة الفلسطينية ندى المصري بتمعن شديد وتركيز عال بين خيوطها الصوفية، تنسج ملابس ومفارش تقيها وذويها برودة الجو القارس، وتخفف عنهم الحاجة.
تروي ندى للجزيرة مباشر أنها اضطرت إلى أخذ كرات صوف وأقمشة طرزتها وخبأتها قبل نزوحها من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، حين حتمت عليها الظروف ترك ملابسها هناك.
وأوضحت ندى أنها تمتهن الحياكة داخل مدرسة للنازحين حتى تعيل زوجها وبناتها، من خلال بيع المنتجات الصوفية اليدوية بأسعار تراعي الحالة المادية لجيرانها النازحين الذين تشاركهم مكان النزوح والظروف ذاتها.
وترى النازحة الفلسطينية أن حياكة الملابس بطريقة تقليدية هي تجسيد للهوية والتراث الفلسطيني الأصيل، إذ تقول “أول ما طلعت فكرت آخذ شغلي وتطريزي معي. شغلنا هذا وتطريزنا يعبّر عن تراثنا الفلسطيني ورمز هويتنا الفلسطينية”.
وتضيف ندى المصري أنه مع ندرة الملابس الشتوية والجوارب التي تقي من برودة الأسطح، تزايد الإقبال على مثل هذه المنتجات التي تتنوع أشكالها وألوانها على غرار الشالات والجوارب وملابس الأطفال وغيرها.
وتحرص ندى على إعطاء الوقت الكافي لكل قطعة، حتى لو تطلب ذلك أيامًا عدة، كما تتخذ من حياكة الصوف فرصة لتناسي أهوال الحرب ومقاومة الهلع الذي أصابها جراء الوضع المأساوي الراهن، وفق قولها.