وائل الدحدوح يمثل رمزا لمعاناتهم.. تحليل للواشنطن بوست عن “مذبحة الصحفيين” في غزة
هذا هو أكبر عدد للقتلى بين الصحفيين في منطقة نزاع منذ سنوات

قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في تحليل نشرته لكاتبها، إيشان ثارور، اليوم الثلاثاء، إن “حرب إسرائيل على غزة أسفرت عن مذبحة للصحفيين”، وإن “عدد ضحايا هذه الحرب من الصحفيين في أشهر معدودة فاق ما سقط منهم في حرب أوكرانيا خلال أكثر من عامين”.
وأضاف ثارور أنه “حسب أحد التقديرات تم قتل واحد من كل عشرة صحفيين في غزة”. وطبقًا لأرقام لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة غير حكومية، فقد قتل على الأقل 79 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام أثناء تغطيتهم للحرب في غزة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويرتفع عدد الضحايا إلى ما فوق المئة حسب تقديرات السلطات في غزة. وفي كلتا الحالتين “فإن هذا هو أكبر عدد من القتلى بين الصحفيين في منطقة نزاع منذ سنوات”.
وائل الدحدوح رمز معاناة الصحفيين في غزة
ويمثل وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة، رمزًا لمعاناة الصحفيين في غزة، كما قال كاتب التحليل. إذ فقد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده بقصف إسرائيلي، لكنه عاد إلى عمله في اليوم التالي.
ثم تعرض وائل الدحودوح نفسه للإصابة وفقد زميله سامر أبو دقة، المصور الصحفي الذي كان برفقته أثناء قصف إسرائيلي لخان يونس في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي. ثم فقد ابنه البكر حمزة، بعد استهدافه وزميله الصحفي مصطفى ثريا بقصف إسرائيلي غرب خان يونس في 7 يناير/كانون الثاني الجاري.

لا مساءلة لجنود الاحتلال
ومضى كاتب التحليل قائلًا إنه قبل الحرب، لم يتعرض جنود وضباط الجيش الإسرائيلي للعقاب بسبب ما يقومون به في الأراضي الفلسطينية. وضرب مثلًا بمقتل شيرين أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة، وقال إنه “حتى يومنا هذا، لم يتعرض أي جندي أو مسؤول إسرائيلي لأي عواقب لمقتل شيرين أبو عاقلة في جنين بالضفة الغربية”.
وأضاف أنه على الرغم من أن شيرين كانت تحمل الجنسية الأمريكية، فإن إدارة الرئيس جو بايدن، التي تدافع بقوة عن حرية الصحافة في مختلف أنحاء العالم، لم تقدم شيئًا سوى مجرد كلمات دون القيام بمساءلة فعلية.
وختم ثارور تحليله بالقول إن ما تبقى من الصحفيين في غزة يعملون في أخطر مكان على الصحفيين في العالم، وإنهم “عندما يتوقفون عن متابعة التطورات على الخطوط الأمامية للحرب، فإنهم يوثقون كفاحهم اليومي لتدبر أمور معيشتهم، مثل جمع المياه، والبحث عن الإنترنت، والحداد على المفقودين من الأهل والأصدقاء”.