بسبب السيارات الكهربائية.. الاتحاد الأوروبي يتخذ خطوة قد تشعل حربا باردة مع الصين

شركة حديد وصلب صينية تهدي موظفيها 4116 سيارة جديدة، بعد نجاح الشركة في تحقيق المستهدف من المبيعات (مواقع التواصل)

بعد نحو 90 عامًا من الريادة الأوروبية في صناعة السيارات العالمية، بدأت السيطرة تتحول تدريجيًا نحو الشرق، حيث برزت الصين كلاعب رئيسي، رغم التحديات التي تواجهها بسبب فرض تعريفات جمركية من الولايات المتحدة وأوروبا على سياراتها، لا سيما الكهربائية.

ومؤخرًا، كشفت تصريحات من ألمانيا، التي تُعد عاصمة السيارات الأوروبية، عن مدى ارتباط صناعتها بالسوق الصينية، عندما اعترضت على قرار المفوضية الأوروبية بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية. وصوّتت غالبية أعضاء المفوضية يوم الجمعة لصالح قرار يقضي برفع الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 45%، في حين كانت ألمانيا من بين 5 دول عارضت القرار.

وأثار هذا القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحذيرات من برلين بشأن إمكانية اندلاع حرب تجارية باردة مع الصين. وتتهم دول الاتحاد الأوروبي الحكومة الصينية بدعم صناعة السيارات الكهربائية بشكل يخل بمبادئ المنافسة الحرة.

تصعيد غير مبرر

وفي تعليق فوري على القرار، وصف وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، على منصة إكس، أن التصعيد التجاري “غير مبرر”، في حين أعلنت شركة فولكسفاغن الألمانية رفضها للقرار، مشيرة إلى أن فرض الرسوم الجمركية “لن يعزز من تنافسية قطاع السيارات الأوروبي”.

وواجهت شركات السيارات الأوروبية تحديات اقتصادية في السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت تكاليف الإنتاج في ألمانيا بنسبة 40% مقارنة بمصانعها في الصين. كما زادت كبرى الشركات الأوروبية مثل بي إم دبليو ومرسيدس أسعار سياراتها بنسبة 41% بين عامي 2019 و2023.

نتيجة لذلك، بدأت بعض الشركات الأوروبية مثل فولكسفاغن ومرسيدس في توسيع استثماراتها في الصين، خاصة في مجال المركبات الكهربائية والهجينة، في محاولة للاستفادة من التكلفة الأقل، والتوسع في السوق الصينية التي تعد الأكبر عالميًا في هذا القطاع.

وفي المقابل، تسعى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمواجهة التوسع الصيني عبر فرض تعريفات جمركية عالية على السيارات الصينية. لكن، مع استمرار التباطؤ الاقتصادي في الصين وتأثيره على سوق العقارات والسلع الفاخرة، تواجه شركات السيارات الأوروبية تحديات إضافية في منافسة نظيراتها الصينية، التي استفادت من استثمارات كبيرة في تكنولوجيا البطاريات، مما جعلها تتفوق في مجال السيارات الكهربائية.

المصدر : الأناضول

إعلان