ترهيب ومعاناة.. مسنّة سودانية تروي سبب نزوحها من بيتها جراء الانتهاكات (فيديو)

روت المسنة السودانية فاطمة محمد علي صورة مرعبة ومعاناة كبيرة عاشتها خلال رحلة النزوح بسبب الحرب، اضطرتها إلى السير مئات الأميال من أم درمان غربي العاصمة الخرطوم إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرقي السودان.

قالت فاطمة- وهي في الستين من عمرها وكانت تعيش بمنطقة أمبدة في أم درمان- إنها عاشت لحظات مرعبة بسبب اقتحام قوات من الدعم السريع لبيتها وتهديدها بالقتل.

نازحة سودانية تروي سبب نزوحها من بيتها جراء الانتهاكات (الجزيرة مباشر)

أكثر من 60 عربة قتالية

وقالت فاطمة، وهي تستذكر لحظات دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة أم درمان “كنا في الطريق أنا وجيراني ورأينا أكثر من 60 عربة قتالية، استغربنا كثيراً من العدد الكبير للسيارات التي تمركزت في أحد الجسور الذي يربط مناطق غرب أم درمان بوسطها”.

وتروي فاطمة لحظة تسلل أحد عناصر الدعم السريع، قالت إنه قام بالسطو على هاتفها وطلب منها التزام الصمت، متهماً إياها بأنهم “جواسيس يتعاونون مع الجيش” ويرسلون إليه إحداثيات عن طريق شريحة الهاتف المحمول.

فاطمة علي تنقل معاناة كبيرة عاشتها في رحلة النزوح (الجزيرة مباشر)

اتهام بالتجسس

وقالت إن الاتهام جاء بعد مقتل 8 جنود من الدعم السريع جراء قصفهم من قبل الجيش في ذلك الوقت، واتهمت الدعم السريع بعض السكان بأنهم يتعاونون مع الجيش في كشف أماكن وجودهم.

ورغم شعورها بالرعب من تهديداته واتهاماته، تقول فاطمة إنها لم تظهر أي رد فعل مخافة أن يقوم الجندي بإطلاق النار عليها أو أن يطعنها بسكين كان يحمله.

وأضافت أن جنودا من قوات الدعم السريع تمركزوا أمام بيتها وهم يحملون أسلحة بيضاء وأسلحة نارية، ذكرت أنهم “سرقوا أثاث منزلها وهددوها إن لم تسكت” كما قاموا بطرد كثيرين من منازلهم واحتلوها.

“انتهاك أعراض النساء”

وكشفت فاطمة أن انتهاكات الدعم السريع لم تنحصر فقط على عمليات السلب والنهب بل وصلت إلى “انتهاك أعراض النساء”، بحسب ما قالت.

وختمت فاطمة، التي تعيش في مركز حذيفة بن اليمان بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، أنها الآن لم تعد تملك سوى ما ترتديه من ملابس، وأنها تعيش على الدعم الضئيل الذي تتلقاه من الجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة.

وبدأت الحرب في السودان في منتصف إبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وراح ضحيتها عشرات الآلاف وأصيب آخرون، وخلّفت أوضاعًا إنسانية شديدة الصعوبة للمدنيين، مَن بقي في منطقته ومَن نزح إلى منطقة أخرى.

وتصاعدت دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان