واشنطن بوست تكشف: السبب الذي منع نتنياهو لأجله غالانت من السفر للولايات المتحدة

لم يكن هناك ما يثير الدهشة بشأن الاجتماع المخطط له يوم الأربعاء في واشنطن بين وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأمريكي، حتى قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة الرحلة بشكل مفاجئ قبل ساعات من الإقلاع، مما أعاد الحديث عن توترات ليس فقط بين الحكومتين، ولكن أيضًا بين نتنياهو ووزير دفاعه.
والتقى وزير الدفاع يوآف غالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن، أكثر من 80 مرة خلال العام الماضي، ولكن لقاءهما الأخير كان مجدولا في لحظة حرجة، حيث تتأهب المنطقة لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsقمة عربية طارئة لتناول تطورات ومستجدات القضية الفلسطينية
الخارجية المصرية: لن نكون جزءا من أي مقترح لنقل الفلسطينيين
منخفض جوي يضرب غزة ويقتلع مئات الخيام
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الخميس، أن الانقسامات تتزايد داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ يبدو أن نتنياهو غاضب من عدم وجود اتصال مباشر مع الرئيس جو بايدن، فيما ألقت المنافسة بين أعضاء الحكومة على نقاشات الوضع الأمني داخل إسرائيل بظلالها أيضا.
محاولة فرض السيطرة
وقال تشاك فريليخ، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق والباحث بمعهد الدراسات الوطنية للأمن في تل أبيب، للصحيفة، إن “نتنياهو يحاول بوضوح فرض السيطرة وإضعاف غالانت إلى درجة قد تؤثر سلبا على العلاقة مع الولايات المتحدة”.
وبالرغم من أن غالانت ينتمي إلى حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، إلا أن الرجلين وجدا نفسيهما غالبًا في أتون صراع، حيث توسعت الحرب الإسرائيلية من غزة إلى اليمن ولبنان والآن، ربما، إلى إيران.
واختلف الاثنان علنًا في العديد من القرارات الاستراتيجية الرئيسية، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار والصفقة المتعلقة بالأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلاً عن الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في الحكم المستقبلي لقطاع غزة.

منافسة على زعامة الليكود
لكن يُنظر إلى غالانت أيضًا على أنه منافس محتمل على زعامة الحزب، وهو ما اعتبره مراقبون من العوامل التي قد تكون وراء إلغاء رحلته الأخيرة إلى واشنطن في اللحظة الأخيرة.
ولم يكن نتنياهو، راضيًا عن رحلة غالانت المنفردة، إذ اعتقد أن البيت الأبيض كان يحاول تخطيه ومناقشة الرد على إيران مباشرة مع وزير دفاعه، وفقًا لمصدرين إسرائيليين مطلعين على الوضع تحدثا للواشنطن بوست، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما.
وكتب إيتمار إيخنر، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، يوم الأربعاء، أن “التقديرات السائدة هي أن نتنياهو يخشى أن يمنح بايدن الأفضلية لغالانت، ويريد أن يظهر لقاعدته السياسية داخل الليكود أنه يمنع غالانت من التنسيق مع الأمريكيين”.
شروط من أجل السماح لغالانت بالسفر لواشنطن
وتستعد إسرائيل للرد على طهران بعد الهجوم بالصواريخ الباليستية الذي شنته الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل فلسطيني في الضفة الغربية واستهدف على الأقل قاعدتين عسكريتين.
ويدفع المتشددون في إسرائيل من أجل رد كبير، بما في ذلك احتمال شن ضربات على المواقع النووية الإيرانية أو منشآت إنتاج النفط. بينما يسعى المعتدلون وإدارة بايدن إلى الضغط من أجل رد أكثر توازنًا، حيث يأملون في تجنب حرب إقليمية شاملة.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الأمر غير المتوقع بحظر رحلة الثلاثاء جاء مباشرة من نتنياهو، وأنه لن يتم رفع الحظر حتى يتم تحقيق شرطين: أن يتحدث نتنياهو وبايدن عبر الهاتف، وأن يصوت المجلس الأمني الإسرائيلي بالموافقة على ضربة عسكرية ضد إيران.

بايدن مستاء من نتنياهو
ومن جانبه، قال يوسي ميلمان الكاتب بصحيفة هآرتس معلقا “أنا متأكد من أن غالانت سيذهب في النهاية إلى واشنطن، لكن العلاقات متوترة للغاية”.
وبدورها، نفت إدارة بايدن يوم الثلاثاء أن الرئيس يتجنب الحديث مع نتنياهو. ولكن لم يعد سرًا أن الرئيس مستاء من رئيس الوزراء، بعد أشهر من تجاهل إسرائيل بشكل كبير جهود الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذها ضربات أو عمليات كبيرة في لبنان وسوريا وطهران دون إبلاغ المسؤولين الأمريكيين، بحسب الصحيفة.
وحثت واشنطن إسرائيل على عدم استهداف المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية. وكان من المتوقع أن يكون ذلك جزءًا من المناقشات يوم الأربعاء مع غالانت، الذي أقام علاقة عمل وثيقة مع أوستن، حيث يتحدثان كثيرًا لدرجة أنه أصبح من الشائع في الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن غالانت يتفق بشكل أفضل مع أوستن مما يتفق مع نتنياهو.
أسباب توتر العلاقة بين نتنياهو وغالانت
وتعود العلاقة المتوترة بين الرجلين، وفقا للواشنطن بوست، إلى مارس/آذار من العام الماضي، عندما حاول نتنياهو إقالة غالانت بعد أن أعرب الأخير عن مخاوفه بشأن حملة الحكومة لـ”إصلاح النظام القضائي” في إسرائيل، مشيرًا إلى الفوضى التي كانت ستخلقها داخل الجيش. واضطر رئيس الوزراء للتراجع عن تلك الخطوة عقب اندلاع احتجاجات جماهيرية ضخمة. ومنذ ذلك الحين، عمل الاثنان معًا، ولكن بشكل غير مريح.
ولم يُعلن غالانت علنًا عن آرائه بشأن نطاق الضربة المحتملة على إيران، لكنه بنى سمعة كونه واحدًا من الأعضاء القلائل في مجلس الأمن القومي المستعد لتحدي رئيس الوزراء بشكل علني.
وقال ميلمان، الذي ألف كتابًا عن البرنامج النووي الإيراني “غالانت هو أحد الأصوات القليلة المعتدلة. يمكنك أن تفترض أنه يستمع جيدًا للمطالب الأمريكية”.