فاينانشال تايمز: إيران ستسعى لامتلاك سلاح نووي في هذه الحالة
قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في تقرير نشرته، الخميس، إن أحد كبار مستشاري علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، حذر من أن بلاده قد تغير عقيدتها النووية إذا وجهت إسرائيل ضربة لمنشآتها النووية.
ونقلت الصحيفة عن العميد رسول سنائي راد، المستشار السياسي لخامنئي، قوله لوكالة أنباء فارس الإيرانية إن “ضرب المواقع النووية الإيرانية سيكون له بالتأكيد أثر على حسابات إيران أثناء الحرب وبعدها”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsما حقيقة تهديد إيران بضرب مفاعل “ديمونا” النووي الإسرائيلي؟ (شاهد)
واشنطن بوست تكشف: السبب الذي منع نتنياهو لأجله غالانت من السفر للولايات المتحدة
رويترز تكشف: لهذا السبب تمنع واشنطن إسرائيل من ضرب برنامج إيران النووي
وأشار سنائي راد إلى أن بعض السياسيين الإيرانيين طالبوا بالفعل بتغيير استراتيجية إيران النووية، مشيرًا إلى أن “أي ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية سوف تتجاوز الخطوط الحمر الإقليمية والعالمية”.
وكانت إيران استهدفت مواقع عسكرية في إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي، وذلك ردًا على قيام إسرائيل باغتيال حسن نصر الله الأمين العام لـ(حزب الله) في بيروت، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران.
نتنياهو يتعهد بالرد
وعقب الضربة الصاروخية الإيرانية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “إيران قد ارتكبت خطأ”، وتعهد بالرد عليها، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت إن الضربة الإسرائيلية لإيران ستكون “قاتلة ودقيقة ومفاجئة”.
وذكرت الصحيفة أن سياسيين إسرائيليين يمينيين يطالبون نتنياهو باستهداف المواقع النووية الإيرانية، غير أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعارض استهداف المنشآت النفطية أو النووية لإيران.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء يرون أنه من غير المحتمل أن توجه إسرائيل ضربات ناجحة للمنشآت النووية الإيرانية، التي تتمتع بدفاعات جوية قوية وتم بناؤها على أعماق كبيرة تحت الأرض، دون دعم أمريكي.
توسع إيران في برنامجها النووي
وقامت إيران بالتوسع في أنشطتها النووية عقب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من جانب واحد عام 2018.
وذكرت الصحيفة أن إيران “تمكنت من تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتقوم منذ أكثر من ثلاث سنوات بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 في المائة”، وهي نسبة تقترب من النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي، التي تصل إلى نسبة نقاء 90%.
وأضافت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تقوم بمراقبة البرنامج النووي الإيراني، تقدر أن “إيران لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج نحو ثلاثة قنابل نووية خلال أسابيع إذا قررت ذلك”.
بيرنز: إيران لم تغير سياستها
غير أن وكالة الطاقة الذرية والمسؤولين الأمريكيين يؤكدون أنه لا توجد أدلة على أن إيران تقوم بتطوير سلاح نووي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي أيه”، قوله الأسبوع الماضي إن “الولايات المتحدة لم تر أدلة على أن القائد الإيراني تراجع عن القرار الذي اتخذه عام 2003 بوقف برنامج التسلح”.
وأكد مسؤول بارز في إدارة بايدن ومتحدث باسم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية نفس ما قاله بيرنز، حيث قال إن “تقييمنا أن المرشد الأعلى لم يتخذ قرارًا باستئناف برنامج التسلح النووي الذي أوقفته إيران عام 2003”.
ويتوافق تقييم الإدارة الامريكية مع الموقف المعلن من جانب طهران، وهو أن برنامجها النووي لأغراض مدنية فقط، ومؤخرًا دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى إعادة التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني بهدف رفع العقوبات الغربية على إيران لدعم اقتصادها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نائبًا إيرانيًا متشددًا قال إن 39 نائبًا وقّعوا على رسالة موجهة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، قائلين إنه يتعين على البلاد تعزيز عقيدتها الدفاعية من خلال تضمين الأسلحة النووية.
وذكرت وكالة “رويترز” أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا منذ فترة طويلة أن “محاولات تدمير البرنامج النووي الإيراني لن تؤدي إلا لتأخير جهود إيران للحصول على قنبلة نووية، بل وقد تعزز من تصميمها على تحقيق ذلك”.
ونقلت “رويترز” كذلك عن بيث سانر، النائبة السابقة لمدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أنه لو قامت إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية “فإنه من المرجح أن تتجه طهران للحصول على سلاح نووي”، مشيرة إلى أن الأمر لن يتم بين يوم وليلة، بل سوف يستغرق شهورًا.