بعد قرار الداخلية الفرنسية مقاضاتها بسبب غزة.. الجزيرة مباشر تحاور الكاتبة زينب الغزوي
قالت الصحفية والناشطة الفرنسية المغربية زينب الغزوي إن وزير الداخلية في دولة كبيرة مثل فرنسا “لا يجد شغلا شاغلا سوى أن يغرد ضد كاتبة ومواطنة فرنسية، ويقوم بإحالتها للتحقيق بتهمة الدعاية للإرهاب”.
وأضافت زينب، في مقابلة الأربعاء، مع الجزيرة مباشر أن تغريدة الوزير جاءت بعد حوار لها مع صحيفة غير فرنسية، وهي صحيفة الفجر الجديد التركية “قلت فيه ما أملاه علي ضميري عن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsما هي قوات اليونيفيل؟ مهامها وعددها والاعتداءات الإسرائيلية عليها
متجر شهير يخفي هوية منتج إسرائيلي خوفا من المقاطعة (فيديو)
سجال بين ماكرون ونتنياهو بشأن كيفية إنشاء إسرائيل
وكان وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، أحال زينب الغزوي للقضاء، وذلك للتحقيق معها بتهمة الدعاية للإرهاب، بعد أن وصفت إسرائيل بأنها دولة “إرهابية”، ووصفت حماس بأنها حركة مقاومة.
وأضافت أن ما قام به وزير الداخلية الفرنسي هو “محاولة لستر عورة إسرائيل، والتغطية على الانهيار الأخلاقي لهذه الدولة، الذي يشهده العالم كله، ويجر معه كل من يدعم هذا الكيان في جرائمه”.
الفتك بمساندي فلسطين
وتابعت أن “فرنسا التي كانت تدعي أنها قبلة الحرية وحقوق الإنسان في العالم من المساندين لهذه المحرقة البشعة التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.
ووصفت زينب الواقع اليوم في فرنسا بأنه “واقع مخيف”، مشيرة إلى أن “ملاحقتها قضائيا بتهمة دعم الإرهاب ليست إلا الجانب الظاهر من ظاهرة الفتك بمساندي فلسطين في فرنسا، حيث إن هناك العشرات من الاعتقالات والمضايقات لكل من يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأكدت “إننا نرى الآن النفاق والكيل بمكيالين في الدول الغربية التي تدعي أنها ديمقراطية”.
“خدعة” العلمانية الفرنسية
وقالت زينب “كنت ممن آمنوا بالخدعة الكبرى في فرنسا، وهي الإدعاء بالمساواة بين الأديان، والمساواة في الوطنية، ولكن هذا ليس صحيحا، إذ إن العلمانية لا توجه في فرنسا سوى لدين واحد وهو الدين الإسلامي”.
ووصفت ما يحدث بقولها “رأينا أن من كانوا يشجعون الهجوم على الدين الإسلامي بحجة العلمانية هم أنفسهم من يساندون جرائم الكيان الصهيوني في غزة”، مشيرة إلى أن “العنصرية عرت أنيابها في فرنسا”.
وضربت مثلا بطفل تعرفه، لايزيد عمره عن 13 عاما، وتم استدعاؤه والاستماع له من قبل الشرطة الفرنسية بتهمة الترويج للإرهاب، مضيفة أن “هذا يرينا نحن العرب أننا كنا مخدوعين في واقع هذا الغرب الذي يتنكر الآن لكل القيم التي كان يتمضمض بها من قبل من أجل الكيان الصهيوني”.
وأضافت أن المضايقات التي تعرضت لها بدأت منذ أكثر من سنة، وأوضحت أنه “تم سحب جائزة سيمون فايل مني، والتي منحت لي باسم حرية التعبير ثم سحبت مني عندما مارست حرية التعبير”.
وأشارت إلى أنها تتوقع أن “يتم استدعاؤها من قبل شرطة الجمهورية الفرنسية للاستماع إلى أقوالي حول أفكاري وضميري وما أعتقده، وربما يصدر حكم ضدي”.
شبكات فرنسية داعمة لإسرائيل
وأضافت إن الإعلام الفرنسي يتبنى خطابا داعما لإسرائيل بشكل لايوصف، “بحيث تشعر أن شبكات التلفزيون الفرنسية ملحقة بالجيش الإسرائيلي، وتم طرد صحفيين من وظائفهم وتم التنكيل بهم لأنهم يدافعون عن القضية الفلسطينية”.
وبلغ الأمر، كما قالت، “أن سمعنا فنانيين فرنسيين يدعون إلى قتل الشعب الفلسطيني وإتمام المهمة الإسرائيلية في غزة”، بحسب وصفهم.
“لن أغير مواقفي”
ورد على سؤال حول خطواتها القادمة، قالت زينب إنها “ستواصل الدفاع عما تؤمن بها وسعيدة أن يكون صوتها بجانب الشعوب، ويساهم في تعرية النفاق الغربي والانهيار الاخلاقي الذي وصلت إليه هذه المجتمعات”.
وعبرت عن إحباطها لما وصل إليه الحال في المجتمع الفرنسي، الذي “لا يتفق حتى على عدم قتل الأطفال، وهذه قمة الهمجية”.
وختمت زينب بقولها “سأكون سعيدة لأي ثمن أدفعه لقول كلمة الحق، وهذا أضعف الإيمان”، مؤكدة أننا “نشاهد سقوط الأقنعة ومازلنا نشاهد المزيد من الكذب والانحطاط في هذه المجتمعات”.