الأكاديمي البريطاني ديفيد ميلر: مشاهد قتل السنوار جعلته رمزا للنضال في العالم (فيديو)
قال الأكاديمي البريطاني ديفيد ميلر للجزيرة مباشر إن صور اللحظات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار قد عززت من الدعم العالمي للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت إسرائيل لقطات صورتها مسيَّرة، تُظهر السنوار في لحظاته الأخيرة، وهو يحاول إسقاط المسيَّرة بعصاه رغم إصابته.
اقرأ أيضا
list of 4 items“فلسطين كولا”.. مشروب يدعم قضية غزة يغزو الأسواق البريطانية (فيديو)
“كنا قلة والآن بالآلاف”.. يهود بريطانيون يؤكدون استمرار احتجاجاتهم ضد إسرائيل (فيديو)
رئيس وزراء بريطانيا يبحث فرض عقوبات ضد وزيرين إسرائيليين
وأكد ميلر أن بث إسرائيل هذه اللقطات جاء بهدف تقديم السنوار كقائد مهزوم، لكن “العالم نظر إليها بصورة مغايرة تمامًا، يراه مناضلًا من أجل الحرية، يموت مع شعبه ويقاتل حتى الرمق الأخير”.
وأوضح ميلر أن “هذا التصور الإيجابي عن السنوار يخالف تمامًا الصورة التي كانت إسرائيل تأمل تسويقها”.
فصل ميلر إثر ضغوط من داعمي إسرائيل
وكشف الأكاديمي البريطاني أنه واجه سلسلة من الشكاوى والتحقيقات التي انتهت بتبرئته من تهمة معاداة السامية في القضية المرفوعة ضده، بعد محاضرة ألقاها في جامعة بريستول البريطانية عام 2019، وناقش فيها دور الحركة الصهيونية في تعزيز الإسلاموفوبيا.
ورغم تبرئته، فإن الجامعة قررت فصله بعد استمرار الضغوط والشكاوى من داعمي إسرائيل. عندئذ رفع ميلر القضية إلى محكمة العمل، المختصة بالفصل في النزاعات بين العاملين ومؤسساتهم، التي حكمت بأن فصله كان قرارًا خاطئًا.
وأكدت المحكمة أن آراءه المعادية للصهيونية تستحق الاحترام والحماية في مجتمع ديمقراطي، وهو ما وضع تمييزًا مهمًّا بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية في المجتمع البريطاني.
وأضاف الأكاديمي البريطاني للجزيرة مباشر “تعتقد المحاكم في المملكة المتحدة أن هناك فرقًا بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، والحقيقة أن معاداة الصهيونية من النوع الذي أدافع عنه ليست عنصرية، بل هي مناهضة للعنصرية، وهي في الواقع تستحق الاحترام في مجتمع ديمقراطي”.
مستقبل العلاقات البريطانية الإسرائيلية
وبشأن تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن تحوُّل الرأي العام اتجاه فلسطين سيكون بداية النهاية لإسرائيل، قال ميلر “شهدنا تغيرًا كبيرًا في الرأي العام الغربي على مدار العام الماضي، إذ تحوَّل بشكل أكبر إلى دعم الفلسطينيين”.
وأضاف “أظهر استطلاع للرأي في المملكة المتحدة أن أكثر من نصف الشباب الذين تصل أعمارهم إلى 24 عامًا يعتقدون الآن أن إسرائيل لا ينبغي لها أن توجَد. وهذا تغيُّر كبير في المواقف، وهو مدفوع بالرعب المستمر من رؤية الأطفال والنساء والمدنيين القتلى مدفونين تحت الأنقاض”.
وردًّا على سؤال بشأن مستقبل العلاقات البريطانية الإسرائيلية في ظل تحوُّل الرأي العام اتجاه فلسطين، قال ميلر “لا أعتقد أن إسرائيل ستكون موجودة في المستقبل. لذا فإن السؤال الحقيقي هو: ما العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والصهاينة؟”.
حركة تطالب بتفكيك الصهيونية
ولفت ميلر إلى أن “الجنود الذين يرتدون ملابس داخلية نسائية سرقوها من الشقق المهجورة والمفجَّرة (في غزة)، والأشخاص الذين يوجهون رصاصاتهم عمدًا إلى أدمغة الأطفال، والأشخاص الذين يحتفلون بقتل شخصين بطلقة واحدة ويطلقون النار على امرأة حامل، هؤلاء الناس لا يمكن أن نضمن لهم أو حتى نتصور أنهم قادرون على ممارسة سلوك متحضر”.
وتابع قائلًا “لا يمكن أن يكون هناك سلام في غرب آسيا بدون تفكيك كامل وشامل للكيان الصهيوني، وبالطبع إزالة الصهيونية من اليهود الذين يبقون في بلاد الشام”.
وأشار إلى أنه إذا انهار الكيان الصهيوني يومًا ما، فسيواجه العالم “تدفقًا من المجانين الصهاينة الذين يرتكبون الإبادة الجماعية في المملكة المتحدة وروسيا وأمريكا والعديد من البلدان الأخرى وخصوصًا فرنسا”.
وأضاف “ما علينا فعله في المستقبل هو التأكد من إزالة الصهيونية من المجتمعات الغربية، وهذا يعني استهداف الحركة الصهيونية بشكل متعمد للقضاء عليها”.