وباء الكوليرا يفاقم معاناة النازحين بمراكز الإيواء في السودان (فيديو)

فاقم انتشار وباء “الكوليرا” في السودان من المعاناة الصحية والإنسانية للنازحين السودانيين، الذين يعانون في ظل الحرب والنزوح وضعف البنية التحتية من توقف أعداد كبيرة من المستشفيات عن العمل، فضلا عن توقف مصانع الأدوية جميعها، وتعرض الإمدادات الطبية في البلاد لأضرار كبيرة.

ووصفت النازحة السودانية صفية أبكر للجزيرة مباشر معاناة أسرتها مع “الكوليرا”، بسبب إصابة طفلها، قائلة إن طفلها أصيب بإسهال مفاجئ، مما اضطرهم للذهاب به لأقرب وحدة صحية، وهي المستشفى العام بمدينة القضارف.

وقالت صفية “سألني الأطباء ماذا تناول ابني في مركز الإيواء؟ وقلت لم يتناول شيئا ولكن المشكلة بسبب المياه بمركز الإيواء”، مشيرة إلى أن النازحين يعانون من أزمة كبيرة في مياه الشرب.

وتابعت “كنا سابقا نشتري المياه من عربات تجرها الدواب، وكانت تصلنا المياه وبها كلور، ولكن هذه الأيام تصل إلينا المياه من أماكن مختلفة وغير مضمونة وذات طعم مختلف”.

الأطفال النازحون يتعرضون لمخاطر صحية كبيرة في ظل نقص حاد في الدواء
الأطفال النازحون يتعرضون لمخاطر صحية كبيرة في ظل نقص حاد في الدواء (رويترز)

انحسار نسبي لحالات “الكوليرا”

وقال المدير الإداري لمركز عزل “الكوليرا” بمدينة القضارف، علم الدين آدم، إن حالات الإصابة بـ”الكوليرا” تشهد انحسارًا في الوقت الحالي مقارنة بالشهور السابقة.

وأضاف آدم للجزيرة مباشر “الآن انحسرت الإصابات بمعدل 20 إلى 25 إصابة في اليوم، كما قل عدد الوفيات في الأيام الأخيرة”، مشيرًا إلى أن عدد الحالات وصل في السابق إلى 60 حالة في اليوم.

من جهته أكد مدير الصحة بولاية القضارف، أحمد الأمين آدم، في تصريحات صحفية، أن السلطات الصحية لديها 103 مراكز إيواء للنازحين في الولاية، لافتًا إلى أن حالات الإصابة بـ”الكوليرا” في مراكز الإيواء وصلت إلى 498 حالة.

وقال الأمين “نسبة الوفيات ضعيفة في ولاية القضارف مقارنة بالحالات التي تصل من الولايات المتأثرة بالحرب، حيث تصل الحالة من هذه الولايات وهي في مرحلتها الأخيرة”.

وأرجع السبب في ذلك إلى بعد المسافة، ما يزيد من نسبة الوفاة للحالات القادمة من الولايات المتاخمة لولاية القضارف.

ولايات معرضة لمخاطر صحية

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن السودان يشهد موجة جديدة من تفشي وباء “الكوليرا”، الأمر الذي يهدد المجتمعات النازحة في جميع أنحاء البلاد، مشيرة إلى أنه من الأمور المثيرة للقلق انتشار المرض في المناطق التي تستضيف اللاجئين، وخصوصًا في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة.

ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت نحو 19 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية إلى إنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان