مؤسسة “القرض الحسن”.. جمعية مالية لبنانية في مرمى الاستهداف الإسرائيلي

شنت إسرائيل في اليومين الماضيين غارات جوية استهدفت فروعًا تابعة لمؤسسة “القرض الحسن” في لبنان، وتعد هذه المؤسسة المالية، المرتبطة بـ(حزب الله) اللبناني، محور جدل كبير بين اللبنانيين الذين يعدّونها ملاذًا اقتصاديًا للبنانيين، وبين إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تتهمها بتمويل أنشطة غير مشروعة.
نشأة مؤسسة القرض الحسن وأهدافها
أسست جمعية “مؤسسة القرض الحسن” عام 1983، في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وحصلت على الترخيص الرسمي من وزارة الداخلية اللبنانية عام 1987 كجمعية خيرية وتعاونية تضامنية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالذهب يحطم حاجز 3500 دولار لأول مرة في تاريخه.. تعرف على أسعاره بالسوق المصرية
الذهب يسجل أعلى مستوى على الإطلاق مع تراجع الدولار ومخاوف الحرب التجارية
صينيون يستهزئون بحرب ترامب التجارية ويسخرون من الاعتماد الأمريكي على منتجات بلادهم
تهدف المؤسسة، وفقًا لما تصرح به، إلى تقديم “قروض حسنة” بدون فوائد، مركزة على دعم الفئات المحتاجة وتقديم قروض لتغطية الاحتياجات الاجتماعية والإنتاجية، وقد توسعت فروعها لتصل إلى 34 فرعًا حتى عام 2023، منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية.
وتقول المؤسسة إن رؤيتها تتمثل في “إحياء القرض الحسن بشكل أكبر في المجتمع”، وإن هدفها هو مساعدة الناس عبر منح قروض محددة المدة، مما يسهم في حل بعض مشكلاتهم الاجتماعية، وتعزيز روح التعاون والتضامن والوحدة بين أفراد المجتمع.
خدمات مؤسسة القرض الحسن
تقدم “مؤسسة القرض الحسن” مجموعة متنوعة من الخدمات المالية، تشمل:
1. صناديق التعاون الاجتماعي: تشجع الأشخاص على إنشاء صندوق تعاون مشترك للحصول على قروض سهلة السداد.
2. قروض مضمونة من المساهمين: يرعى المساهم طالب القرض بمبلغ لا يتجاوز المساهمة المالية، مع مدة سداد تصل إلى 60 شهرًا.
3. قروض إيداع الذهب: يرهن مقدم الطلب كمية من الذهب تتجاوز قيمة القرض المطلوب، بحد أقصى 6 آلاف دولار.
4. خدمة حفظ وتخزين الذهب: بحد أقصى 5 آلاف غرام، لمدة لا تتعدى 16 شهرًا.
5. صناديق التعاون الريفي والموظفين: تستهدف سكان المدن والأحياء والموظفين في مختلف المؤسسات.
6. قروض متخصصة: مثل قروض تركيب نظام الطاقة الشمسية، وقروض المهن والحرف، وقروض السكن والزواج.

دور المؤسسة خلال الأزمة المالية
أسهم انهيار النظام المصرفي اللبناني خلال الأزمة المالية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 في زيادة شعبية “مؤسسة القرض الحسن”، فمع فرض البنوك اللبنانية قيودًا على سحب الأموال، وجد العديد من اللبنانيين في المؤسسة ملاذًا للحصول على السيولة النقدية.
وفي هذا السياق، صرّح عادل منصور، المدير التنفيذي للجمعية، في عام 2020 قائلًا: “يعلم مودعونا أن أموالهم لن تختفي كما حدث في البنوك اللبنانية. لقد تضاعفت قيمة ودائعنا منذ عام 2019!”.
وأشارت الباحثة أوريلي ظاهر إلى أن “منذ الأزمة المالية، توسعت استخدامات الجمعية بشكل كبير، حيث أصبحت تمنح العديد من القروض الاستهلاكية للبنانيين الذين لم يعودوا قادرين على دفع نفقات المعيشة أو رسوم المدارس لأطفالهم”.
عاجل | وكالة الأنباء اللبنانية: عدوان إسرائيلي يفجر مبنى “القرض الحسن” عند مثلث كفر كلا جنوبي البلاد #الجزيرة_مباشر #لبنان pic.twitter.com/42MicaFedJ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 23, 2024
الجدل حول مؤسسة القرض الحسن
رغم الدور الذي تلعبه “مؤسسة القرض الحسن” في دعم الاقتصاد اللبناني، إلا أنها تواجه اتهامات وعقوبات دولية، فمنذ عام 2007، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على المؤسسة، متهمة إياها بأنها “مصدر لتمويل الإرهاب الإسلامي”.
ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن (حزب الله) “يستخدم هذه الجمعية كغطاء لإدارة أنشطته المالية والوصول إلى النظام المالي الدولي”، وفي عام 2021، تم توسيع نطاق العقوبات لتشمل شخصيات مرتبطة بالمؤسسة.
وفي أواخر عام 2020، تعرضت المؤسسة لعملية قرصنة من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم “سبايدرز”، حيث تم الكشف عن هويات آلاف العملاء، معظمهم من اللبنانيين المقيمين في الخارج ومؤسسات إيرانية، وقال القراصنة إن “المافيات والميليشيات والأموال تحكم لبنان اليوم”.

استهداف إسرائيل لمؤسسة القرض الحسن
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن بدء “مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله”، مطالبًا السكان بالابتعاد عن تلك الفروع فورًا.
وقد أثار هذا الاستهداف جدلًا واسعًا حول شرعيته وفقًا للقانون الدولي، فقد قالت منظمة العفو الدولية إنه “من المرجح أن يشكل استهداف الجيش الإسرائيلي لفروع مؤسسة القرض الحسن انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وينبغي التحقيق فيه بوصفه جريمة حرب”.
وأضافت المنظمة أنه “بموجب قوانين الحرب، فإن فروع المؤسسات المالية هي أعيان مدنية ما لم تكن تُستخدم لأغراض عسكرية، ولذا فإن هذه الهجمات يرجح أن تشكل هجوماً مباشراً على أعيان مدنية”.