وول ستريت جورنال: هكذا تمكنت واشنطن من تشكيل الضربة الإسرائيلية على إيران
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقرير لها إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حدود الضربة التي سوف توجهها إسرائيل إلى إيران، وذلك خلال اتصال بينهما استمر لمدة نصف ساعة قبل أسبوعين من تنفيذ هذه الضربة.
وأوضحت الصحيفة أنه في ظل تصاعد القلق لدى إدارة بايدن من قيام إسرائيل بضرب البنية الأساسية للنفط في إيران، أو حتى ضرب منشآت إيران النووية، اقتصرت الضربة على مواقع عسكرية إيرانية، وهو “ما خلق ارتياحا لدى المسؤولين الأمريكيين”، وفق وصف الصحيفة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.. هل يتحقق الردع ويتوقف التصعيد؟
إيران تبلغ الأمم المتحدة بشأن جديد ردها على إسرائيل.. وخامنئي يتوعد
محللون: لهذه الأسباب يأمل نتنياهو في فوز ترامب بالانتخابات
وعبّر بايدن عن ارتياحه بقوله للصحفيين عقب الضربة الإسرائيلية لإيران “يبدو أن (إسرائيل) لم تضرب سوى الأهداف العسكرية، آمل أن تكون هذه النهاية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين زعمهم أن الضربات الإسرائيلية التي تم توجيهها، السبت، إلى إيران “دمرت أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا في إيران، وسببت انتكاسة لبرنامج الصواريخ الباليستية”.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل وجهت ضربات لرادارات أنظمة الدفاع الجوي “إس-300″، التي تمتلكها طهران.
مخاوف من التصعيد
وأشارت الصحيفة إلى أن احتمالات التصعيد بين إيران وإسرائيل كانت أكثر خطورة منذ نحو شهر، وذلك بعد أن أطلقت إيران نحو 180 من صواريخها الباليستية على أهداف عسكرية في إسرائيل، وتم اعتراض بعضها بمساعدة أمريكية، لكن بعضها أيضا أصاب أهدافه.
وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أنه لولا اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية، لكان الضرر الناتج عنها في إسرائيل أكبر كثيرا.
وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن تأمل ألا تقوم إيران بالرد على الضربة الإسرائيلية، بعد الضرر الذي تسببت فيه بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، في الوقت الذي تواصل الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان.
مخاوف من ارتفاع أسعار النفط
ومضت الصحيفة للقول إنه كانت هناك مخاوف لدى الكثيرين في إدارة بايدن من أن يؤدي استهداف إسرائيل للبنية التحتية لصناعة النفط في إيران إلى اضطراب في أسواق النفط وارتفاع في أسعاره قبل نحو شهر من انتخابات الرئاسة الأمريكية.
غير أن المكالمة التي تمت بين بايدن ونتنياهو يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بحضور نائبة الرئيس كامالا هاريس، كانت مهمة في تشكيل طبيعة الرد الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن بايدن تلقى “تطمينات” خلال هذه المكالمة أن إسرائيل “سوف تستمع إلى نصيحة الولايات المتحدة لتوجيه غاراتها الجوية على المواقع العسكرية”، وفي المقابل وافق بايدن على تزويد إسرائيل بنظام “ثاد” المضاد للصواريخ، علاوة على 100 جندي أمريكي لتشغيله.
وبالإضافة إلى تزويد إسرائيل بنظام “ثاد” المتطور، أعلن البيت الأبيض في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تشديد العقوبات على إيران، بما في ذلك العقوبات على الشركات التي تساعدها في بيع نفطها.
نتائج الضربة الإسرائيلية
وبالنسبة لنتائج الضربة الإسرائيلية، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن “إيران كانت تمتلك 4 بطاريات من نظام الدفاع الجوي المتطور (إس-300)، غير أنها دمرت بالكامل”.
كما ذكر مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن الغارات الإسرائيلية دمرت بعض مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية في إيران، التي ربما تستغرق سنوات لكي تعيد طهران بناءها.
وفي السياق ذاته أشارت الصحيفة إلى ما كتبه دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، على منصة “إكس”، حيث قال إن الضربات الإسرائيلية “كانت مصممة لتظهر للإيرانيين حجم ما يمكن أن تفعله إذا قامت إيران بالانتقام”.
غير أنه على الجانب الآخر قال مسؤولون إيرانيون إن الغارات الإسرائيلية تسببت في ضرر محدود في 3 مواقع، وأسفرت عن مقتل 4 جنود.
وتمتلك إيران مخزونا من الصواريخ الباليستية، يقدره المسؤولون الأمريكيون بنحو 300 صاروخ باليستي، تختلف في مداها وقدراتها.