ترميم تماثيل أسود قصر النيل يغضب المصريين وخبراء يطالبون بوقف “المهزلة الجديدة”

أعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن تخوفها من أعمال صيانة الأسود الأربعة (وسائل التواصل)

سادت منصات التواصل الاجتماعي في مصر، أمس الاثنين، حالة من الاستياء والغضب بعد تداول صور لبدء أعمال ترميم تماثيل أسود قصر النيل، المصنوعة من البرونز، والموجودة على مداخل الجسر، الذي يعد شريانا حيويًّا في قلب القاهرة منذ تشييده عام 1872.

وأعربت نقابة الفنانين التشكيليين عن تخوفها من أعمال صيانة الأسود الأربعة، ضمن خطة لصيانة 21 تمثالا بالميادين العامة بالعاصمة المصرية، استخدمت خلالها “الرولة” في الدهان وورنيشات ومواد ملمّعة؛ مما أفقدها قيمتها الفنية والتاريخية الكبيرة.

وذكرت النقابة، في بيان عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك، أنها تواصلت مع الجهات المعنية، وتم تحديد موعد، اليوم الثلاثاء، مع رئيس الإدارة المركزية للترميم الدقيق بالتنسيق مع نقابة الفنانين التشكيليين ووزارة السياحة والآثار، بهدف إعادة أسود قصر النيل إلى لونها الأصلي.

ووصف الوكيل العام للنقابة، محمد الصبان، ما حدث خلال ترميم التماثيل ودهنها بـ”مواد لاكيه سوداء اللون” بأنها “مهزلة جديدة”، مضيفًا “سنعمل على إبلاغ المسؤولين لوقف هذه الأعمال التي ستمتد للعديد من التماثيل بكافة الميادين”.

وكتب عبر صفحته بفيسبوك “أثناء خروجي أنا ونقيب التشكيليين طارق الكومي من النقابة تفاجأنا بوضع سقالات حول تمثال سعد زغلول، وأسود قصر النيل ولافتة كبيرة عن ترميمهم”، ونقل عن الخبير في ترميم الأعمال النحتية قوله “تحتاج لعملية غسيل بمواد تنظيف بسيطة فقط”.

وصنعت تماثيل أسود جسر قصر النيل في بداية الأمر لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، وعندما وصلت من فرنسا كان الخديوي إسماعيل قد خُلع، فأمر الخديوي توفيق بوضع أسدين على كل مدخل من مداخل الجسر، وأطلق عليه “كوبري أبو الأشبال” و”أبو السباع” نسبة للتماثيل الأربعة، وفق محافظة القاهرة.

واستنكر ناشطون ما اعتبروه تشويهًا للتماثيل، التي جاءت أعمال ترميمها تزامنًا مع شروع السلطات في هدم قباب ومدافن تراثية بمقابر الإمام الشافعي بالقاهرة؛ مما أثار انتقادات حادة ومخاوف ناشطين من تدخل غير المتخصصين في أعمال ترميم التماثيل الأربعة، وهو ما قد يهدد قيمتها الفنية والتاريخية، وفق تعبيرهم.

وكتبت الإعلامية لميس الحديدي عبر حسابها بمنصة إكس “لا تعليق. أنا تعبت”، كما استنكر ذلك الكاتب خالد محمود قائلا “تلك حكومة اعتادت أن تفعل ما يحلو لها في أي مكان وزمان، بدون تخطيط أو العودة لأصحاب الخبرة والأكفاء، ولولا هذا الاستياء الشعبي لتمادت فى جريمة أخرى تتعلق بأثر تاريخي لا يمكن تعويضه”.

وتساءلت الفنانة التشكيلية ولاء فادي “ليه كل يوم نشوف تشويه جديد، ليه مفيش استعانة بالمتخصصين!”.

أما المهندس المعماري عمرو وديع فعلق “أسود قصر النيل كانوا بيتميزوا بالجودة العالية، ودي حاجة بتبرز تفاصيل نحت التمثال جدا مش محتاج غير تلميع فقط، فمن خلال خبرتنا مع الحكومة في طمس الآثار وفقرهم في الذوق العام نقدر نترحم على القطع الفنية الفريدة دي علشان يضموها لإرثهم الرديء من الألومنيوم والإسمنت”.

وعلق المدون مجدي نجيب عبر حسابه بفيسبوك “بجد حرام اللي بيتعمل ده، تراث بيتهد وتراث بيخرب، للأسف احنا مش مقدرين قيمة اللي عندنا، سواء تراث أو جو أو شواطئ، ومن أسبابه إن مبقاش فيه ثقافة فنية أو تاريخية علشان نقدّر الحاجات العظيمة دي”.

ونقلت صحيفة “القاهرة 24” المحلية عن مصدر بمحافظة القاهرة قوله “إن كل ما يتم تداوله بشأن تشويه التماثيل عار تمامًا عن الصحة”، مؤكدًا في تصريحات صحفية عدم السماح لغير المختصين بالمساس بالتماثيل والأماكن التراثية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان