الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت اعتداءات جنسية بمستويات هائلة
قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن قوات الدعم السريع السودانية وحلفاء لها ارتكبوا مستويات “هائلة” من الاعتداءات الجنسية، وإن جنودها اغتصبوا مدنيات أثناء تقدم القوات، واتخذوا بعض النساء “إماءً للجنس خلال الحرب المستمرة” منذ أكثر من 18 شهرا.
وقال تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إن “الضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 أعوام و75 عاما، وارتكبت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها معظم العنف الجنسي”.
وقال تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة الذي صدر اليوم الثلاثاء إن ذلك كان “محاولة لإرهاب الناس ومعاقبتهم على روابط مزعومة مع الأعداء”، في إشارة إلى الجيش السوداني.
“حجم العنف الجنسي هائل”
وقال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان في بيان مصاحب لتقرير من 80 صفحة يستند إلى مقابلات مع ضحايا وأسر وشهود، إن “حجم العنف الجنسي الذي وثقناه في السودان مهول”.
وأضاف “لقد أذهلنا النطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان”.
قالت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان في تقرير جديد مفصّل اليوم ان قوات الدعم السريع ارتكبت عنف جنسي على نطاق واسع وخلصت إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد ان هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
⬅️ https://t.co/P8AAOiByfS pic.twitter.com/rsORVoFkUn
— UN Human Rights Council (@UN_HRC) October 29, 2024
وأضاف عثمان الذي يرأس هذه البعثة الأممية أن “وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة”.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان، التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات في البلاد منذ بدء الصراع في إبريل/نيسان 2023 “لا يوجد مكان آمن في السودان الآن”.
عمليات قتل على أساس العرق
وسيطرت قوات الدعم السريع -خلال الصراع الحالي- على أجزاء كبيرة من السودان منها ولاية غرب دارفور حيث تُتهم بارتكاب عمليات قتل على أساس العرق بحق قبيلة “المساليت” بمساعدة مليشيات من أصول عربية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن الإهانات العنصرية ضد غير ذوي الأصول العربية في أجزاء من ولاية غرب دارفور استخدمت على نطاق واسع خلال الهجمات؛ مما يشير إلى استهداف عرقي، بحسب البعثة.
وأوردت البعثة في تقريرها شهادات ضحايا من النساء من مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وامرأة “احتجزت لأكثر من ثمانية أشهر إلى أن حملت من خاطفها الرئيسي بعد عمليات اغتصاب متكررة”.
خطف النساء من الشوارع
وفي أربع حوادث أخرى، ذكر التقرير “تُخطف النساء من الشارع ثم يتعرضن للضرب والاغتصاب قبل إطلاق سراحهن أو تركهن في الشارع، وقالت الضحايا إن الجناة كانوا غالبا ما يرتدون زي قوات الدعم السريع أو وشاح يخفي الوجه”.
وقالت البعثة في التقرير إنها وثقت عددا أقل من حالات العنف الجنسي التي تورط فيها الجيش السوداني، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التحقيق.
The people of Sudan are living through a nightmare of violence & displacement.
Instead of lowering tensions, both sides to the conflict are escalating military action. They must immediately agree to a cessation of hostilities.
Civilians must be protected.
Humanitarian aid must…
— António Guterres (@antonioguterres) October 28, 2024
وأضافت أن لديها تقارير موثقة تفيد بأن الطرفين المتحاربين جندا أطفالا، ووجدت البعثة الشهر الماضي أن الجيش وقوات الدعم السريع ارتكبا انتهاكات جسيمة مثل التعذيب والاعتقال التعسفي، بحسب التقرير.
يأتي ذلك وسط ازدياد المعاناة لدى المدنيين، بعد 18 شهرا من الحرب التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها كابوس، وقال “الشعب السوداني يعيش كابوسا من العنف والجوع والمرض، خصوصا في دارفور”.
أكثر من 14 مليون نازح
من ناحية أخرى، كشفت مديرة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب اليوم الثلاثاء أن أكثر من 14 مليون شخص نزحوا من منازلهم في السودان، إما داخل البلاد أو إلى خارج حدودها، بينهم نحو 200 ألف شخص نزحوا منذ الشهر الماضي.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة للصحفيين “11 مليون شخص هم نازحون في داخل البلاد، و3.1 ملايين شخص هم أولئك الذين عبروا الحدود، موضحة أن عدد النازحين الآن يقدر بأكثر من 14 مليون شخص.
وأشارت المسؤولة الأممية في إفادة لاحقة إلى أن الرقم الإجمالي يشمل بعض الأشخاص الذين نزحوا قبل بدء الحرب الأهلية في منتصف إبريل/نيسان 2023.