نيويورك تايمز تكشف: هذا هو الوقت الباقي لإيران من أجل صنع القنبلة النووية

كان السؤال الأول في مناظرة نائب الرئيس الأمريكي، يوم الثلاثاء الماضي، هو ما إذا كان المرشحون سيدعمون أو يعارضون ضربة استباقية لإيران من قبل إسرائيل.
وطُرحت القضية على الحاكم تيم والز والسناتور جي دي فانس، كأمر عاجل للنظر فيه، لأن طهران، وفقا لما تم طرحه في المناظرة، قد “قللت بشكل كبير من الوقت الذي ستحتاج إليه لتطوير سلاح نووي”؛ مما خفض وقت الحصول عليه إلى “أسبوع أو أسبوعين”.
لكن خبراء نوويين، قالوا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الأربعاء، إن إيران لن تستغرق أسابيع لصنع سلاح نووي، بل قد يستغرق الأمر شهورًا وربما يصل إلى عام.

الوقود النووي
وقال هيوستون جي. وود، الأستاذ الفخري في الهندسة الميكانيكية والطيران بجامعة فرجينيا “لا أعتقد أن هناك خطرًا من أن إيران ستبدأ هذا العام في تفجير أسلحة نووية”.
وقدر الدكتور وود -المتخصص في أجهزة الطرد المركزي النووية- أن الأمر قد يستغرق عاما كاملا، لتطوير سلاح إذا كان لدى إيران ما يكفي من الوقود النووي.
وقال سيغفريد هيكر -المدير السابق لمختبر لوس ألاموس للأسلحة في نيو مكسيكو- “من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أشهر، وليس أسابيع”.
اليورانيوم المخصب
وأشار الخبراء إلى أن طهران لا تزال بحاجة إلى وقت أكثر لإنتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب العالي النقاء، ثم تحويله إلى سلاح.
فبعد إنتاج ما يكفي من معدن اليورانيوم، ينبغي تشكيله بعناية ليصبح قلب قنبلة ذرية، ثم يُركب بعد ذلك مع الأجزاء الأخرى، ومنها الرأس الحربي النووي الذي يُركَّب في مقدمة الصاروخ.
وأضاف الدكتور هيكر “يتطلب ذلك علم المعادن المتقدم والهندسة”. وأضاف أن هذه العملية أصعب مما قد يتوقعه البعض. فعلى سبيل المثال، يواجه العاملون في المجال النووي أخطارًا صحية لأن الجزيئات المشعة الصغيرة التي تتكون خلال تشكيل الأجزاء النووية يمكن أن تتجمع في رئاتهم؛ وهو ما قد يؤدي إلى نمو سرطاني إذا لم يكونوا حذرين.

ما هي الخطوات اللازمة لإيران لإنتاج القنبلة النووية؟
وبحسب نيويورك تايمز يرجع سوء الفهم الواسع بشأن حالة القدرات النووية الإيرانية، إلى العديد من التقارير العامة الأخيرة التي قدمت جداول زمنية مفصلة لإنتاج إيران للوقود اللازم لقنبلة نووية. لكن هذه التقارير لا تقدم تفاصيل كافية عن الخطوات الأخرى التي يجب على إيران إكمالها لبناء سلاح نووي، بما في ذلك إنجازات التصفية النووية والهندسة والتصنيع والاختبار.
وتركز التقارير العامة على ما يسميه خبراء الأسلحة “الاختراق النووي” وهو الوقت الذي تحتاج إليه دولة تسعى لامتلاك القدرة النووية، للحصول على كمية كافية من الوقود الذري لصنع قنبلة.
ويتعين على طهران، بحسب الصحيفة، مواجهة سلسلة من الخطوات الحيوية الأخرى قبل إنتاج رأس حربي نووي قابل للتسليم. ومن بين هذه الخطوات تطوير نظام إطلاق إلكتروني لتفجير مجموعة من المتفجرات التقليدية التي تضغط على القلب النووي؛ مما يبدأ سلسلة التفاعلات التي تطلق دفعات من الطاقة الذرية.
وإضافة إلى ذلك، يجب اختبار الرأس الحربي بشكل صارم، للتأكد من أنه يمكن أن يتحمل الحرارة الشديدة والاهتزازات الناتجة عن العودة إلى الغلاف الجوي.
ويقول خبراء الطاقة النووية إن هذه العملية الطويلة عادة ما تختتم أيضًا بتجربة تفجيرية للقنبلة تحت الأرض، للتأكد من أن الرأس الحربي سينفجر كما هو متوقع في الحرب.

كم قنبلة نووية تحتاج إيران إلى صنعها؟
ومن ناحية أخرى، أشارت دراسة، بحسب الصحيفة، إلى أن التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تراقب تقدم إيران النووي، توحي بأن طهران “لم تمتلك بعد تصميمًا نوويًّا قابلًا للاستخدام أو نظام تفجير مناسب”.
وقال الدكتور وود، الأستاذ بجامعة فرجينيا، إن هناك العديد من العوامل الإضافية التي تؤثر في تقييم التهديد الفعلي الذي قد يشكله برنامج إيران النووي على إسرائيل.
وأضاف “لا تريد أن تطلق سلاحًا واحدًا ثم تنفد ذخيرتك.. قد ترغب إيران في امتلاك ترسانة من 6 قنابل نووية أو أكثر قبل أن تختبر واحدة منها تحت الأرض أو تفجر أخرى في الحرب”.