بورتوريكو.. جزيرة أمريكية محرومة من انتخاب رئيسها

اصوات الناخبين من بورتوريكو، المقيمين في إحدى الولايات الأمريكية، لها دور كبير في الانتخابات
أصوات الناخبين من بورتوريكو، المقيمين في إحدى الولايات الأمريكية، لها دور كبير في الانتخابات (رويترز)

أشعل الممثل الأمريكي الكوميدي توني هنتشكليف الجدل حول جزيرة بورتوريكو ومواطنيها، خلال تجمع انتخابي مناصر لدونالد ترامب في نيويورك الأحد الماضي، حين وصفها بأنها “جزيرة قمامة عائمة في وسط المحيط”.

سرعان ما أثارت تعليقات هنتشكليف نقاشا واسعا بين الأمريكيين من أصول لاتينية، من بينهم البورتوريكيون المقيمون في الولايات الأمريكية المختلفة، الذين يبلغ عددهم نحو 6 ملايين فرد، وفقا لما ذكرته شبكة “سي بي إس” الأمريكية، استنادا إلى دراسة قام به مركز “بيو” للأبحاث عام 2021.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن البورتوريكيين، الذين يقيمون في إحدى الولايات الأمريكية الخمسين، يمثلون ثاني أكبر كتلة تصويتية بين الأمريكيين اللاتينيين، وتلعب أصواتهم دورا حاسما في ولاية بنسلفانيا، التي يقيم بها عدد كبير منهم، إحدى الولايات المتأرجحة التي ستحدد نتيجة سباق الرئاسة الأمريكي.

بورتوريكو ليست ولاية أمريكية

غير أن سكان جزيرة بورتوريكو نفسها، الذين يبلغ عددهم 3.4 ملايين نسمة وفق إحصاء عام 2020، لا يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية، على الرغم من أن الجزيرة أصبحت أرضا أمريكية منذ عام 1898 حين تنازلت عنها إسبانيا عقب الحرب الأمريكية-الإسبانية.

الممثل الكوميدي توني هنتشكليف وصف بورتوريكو بأنها جزيرة قمامة عائمة (رويترز)
الممثل الكوميدي توني هنتشكليف وصف بورتوريكو بأنها جزيرة قمامة عائمة (رويترز)

وعبر أكثر من قرن رفض “الكونغرس” الأمريكي منح جزيرة بورتوريكو صفة “ولاية أمريكية” لأسباب عدة، منها “التكلفة الاقتصادية المحتملة، علاوة على المخاوف من تغير ميزان القوى في واشنطن”، كما ذكرت شبكة “سي بي إس”.

ويعني اعتبار بورتوريكو ولاية أمريكية ضرورة تمثيلها بعضوين في مجلس الشيوخ، علاوة على تمثيل نسبي في مجلس النواب، وسيكون هذا التمثيل بالكامل لقوة تصويت من اللاتينيين، تبلغ إجمالا نحو 10 ملايين فرد، وهو ما لم يقبله أعضاء “الكونغرس” عبر هذه العقود كلها، على أساس أن جزءا كبيرا من هذه القوة التصويتية مقسم بين ولايات عدة، وهو ما يجعله أقل تأثيرا مقارنة بوجوده في ولاية واحدة.

ووفق ما ذكرته شبكة “سي بي إس”، فقد عقد المقيمون في بورتوريكو عملية تصويت غير ملزمة عام 2020 حول ضرورة منح الجزيرة وضع ولاية أمريكية، وهو ما يؤيده أكثرية سكانها.

يذكر أن بورتوريكو ليست الأرض الأمريكية الوحيدة التي لا يستطيع سكانها التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث ينطبق الوضع نفسه على ساموا الأمريكية، وغوام، وجزر ماريانا الشمالية، وجزر فيرجن الأمريكية.

ولا بد لسكان تلك المناطق من الإقامة بشكل دائم في إحدى الولايات الأمريكية الخمسين، وتسجيل أسمائهم في سجلات الناخبين، لكي يكون لهم حق التصويت.

أهمية أصوات اللاتينيين

ونظرا لأهمية أصوات اللاتينيين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فقد سارعت دانييلا ألفاريز، مستشارة حملة ترامب، للنأي بالحملة عن تعليقات هنتشكليف، قائلة إن “هذه النكتة لا تعكس آراء ترامب أو حملته”.

ومضى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة أبعد، في تعليقه على الإساءة لبورتريكو، فقال في مقابلة مع منظمة لاتينية إن”القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره (ترامب). إن شيطنته للاتينيين أمر غير معقول وغير أميركي”.

وفي الاتجاه ذاته انتقدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، تعليقات هنتشكليف، ووصفتها بأنها “تشعل فتيل الكراهية”.

وتسعى هاريس لكسب أصوات الناخبين اللاتينيين في سباق تؤكد استطلاعات الرأي أن نتائجه ستكون متقاربة للغاية.

المصدر : سي بي إس

إعلان