تقرير: “إعلان حرب” من إسرائيل على الأمم المتحدة

تدهورت العلاقات، التي كانت بالفعل شائكة، بين إسرائيل والأمم المتحدة إلى حد يمكن اعتباره “إعلان حرب” هذا الأسبوع، مع حظر الكنيست نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة.
وقال تقرير نُشر في صحيفة (لو تان) السويسرية أمس الثلاثاء إن “هذه ذروة إعلان للحرب”، وأكد أن إسرائيل تواجه انتقادات دولية حادّة بعدما أقر برلمانها مشروع القانون الذي يحظر الأونروا التي تنسّق تقريبًا كل المساعدات إلى قطاع غزة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبسبب الإصابات القاتلة.. البرش: نفاضل بين إنقاذ الأطفال في مستشفيات غزة
مسن فلسطيني يروي ما فعله مع مستوطنين حاولوا إدخال قربان للحرم القدسي (فيديو)
أطباء في هولندا يضربون عن الطعام تضامنا مع “الكارثة الصحية” في غزة (فيديو)
وأشار إلى أن الخطوة أدت إلى تدهور العلاقة أكثر بين إسرائيل والأمم المتحدة، بعد عام شهد تبادل الإهانات والاتهامات والهجمات بين الطرفين إلى حد التشكيك في إمكان إبقاء إسرائيل عضوًا في المنظمة الدولية.

غوتيريش “شريك في الإرهاب”
واحتدت الحرب الكلامية المشتعلة بين إسرائيل ومختلف الهيئات الأممية، منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات ومواقع عسكرية في غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واتهمت مؤسسات تابعة للمنظمة الدولية مرارًا إسرائيل بارتكاب إبادة في حربها المدمرة على غزة التي جاءت ردًّا على هجوم السابع من أكتوبر.
وفي الأثناء، اتهم المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد الأمم المتحدة بالانحياز، حتى أنهم اتهموا أمينها العام أنطونيو غوتيريش بأنه “شريك في الإرهاب”.
Interdiction de l’UNRWA par Israël: une déclaration de guerre contre l’ONU https://t.co/ZZcyxQWO2U
— Le Temps (@LeTemps) October 29, 2024
وفي وقت سابق هذا الشهر، ذهبت إسرائيل أبعد من ذلك لتعلن الأمين العام للأمم المتحدة “شخصًا غير مرغوب فيه”، وهو ما يعني منعه من دخول أراضيها لعدم إدانته هجومًا صاروخيًّا عليها فورًا.
وقال وزير خارجيتها يسرائيل كاتس إن “أي شخص لا يمكنه إدانة هجوم إيران الشنيع على إسرائيل بشكل قاطع لا يستحق أن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي”، متهما غوتيريش بـ”دعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة”.

(غيتي)
“مستنقع لمعاداة السامية”
وجاء تصريح وزير الخارجية، بعد خطاب أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، عندما وصف المنظمة الدولية بأنها “مستنقع لمعاداة السامية”.
وندَّد نتنياهو أيضًا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإشارته إلى أن إسرائيل مدينة في وجودها إلى قرار من الأمم المتحدة، ومن ثَم عليها إظهار المزيد من الاحترام لقراراتها.
The devastation & deprivation resulting from Israel’s military operations in North Gaza are making the conditions of life untenable for the Palestinian population there.
This conflict continues to be waged with little regard for the requirements of international humanitarian…
— António Guterres (@antonioguterres) October 27, 2024
وارتفع مستوى التوتر أكثر منذ تكثيف إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله في لبنان، وإرسال قوات برية إلى البلاد.
وأعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبي لبنان (اليونيفيل) المتمركزة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين “هجمات متعمَّدة” نفّذها الجيش الإسرائيلي على أفرادها ومواقعها، مما أثار غضبًا دوليًّا.

“خيانة” من الأمم المتحدة
وخلال العام الأخير، توالت الانتقادات لإسرائيل من المحاكم المرتبطة بالأمم المتحدة والمجالس والوكالات والموظفين على خلفية تحركاتها في غزة.
وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون “نشعر بأن الأمم المتحدة خانت إسرائيل”.
وبدأت الشكاوى الإسرائيلية من انحياز الأمم المتحدة قبل مدة طويلة، إذ أشارت مثلًا إلى العدد الكبير من القرارات الصادرة ضدها.
If implemented, the laws adopted today by the Knesset of Israel would likely prevent @UNRWA from continuing its essential work in the Occupied Palestinian Territory, with devastating consequences for Palestine refugees.
I call on Israel to act consistently with its obligations…
— António Guterres (@antonioguterres) October 29, 2024
ومنذ تأسيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2006، استهدف أكثر من ثلث قرارات الإدانة التي “يتجاوز عددها 300” حسب ميرون الذي وصف الأمر بأنه “مذهل”.
وبدأت الدعوات الإسرائيلية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الاستقالة بعد أسابيع فقط على هجوم السابع من أكتوبر، عندما صرَّح بأن “الهجوم لم يأتِ من فراغ. تم تعريض الشعب الفلسطيني لـ56 عامًا من الاحتلال الخانق”.

الأونروا والهجوم الأشد
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هدفًا لأشد الهجمات الإسرائيلية.
وقد قُتل نحو 220 من موظفي الوكالة في غزة خلال العام الأخير، بينما خُفض تمويلها بشكل كبير، وصدرت دعوات إلى تفكيكها في مزاعم إسرائيل بأن بعض العاملين بها شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر.
ويشير معارضو إسرائيل إلى أنها تجاهلت العديد من قرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية من دون أي عواقب منذ مهَّد تصويت في الجمعية العامة سنة 1948 الطريق للاعتراف بإسرائيل.

“دولة منبوذة”
ولطالما تجاهلت إسرائيل القرار 194 الذي يضمن حق العودة أو التعويض للفلسطينيين الذين طُردوا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948.
كما تجاهلت القرارات التي تدين حيازتها أراضي وضم القدس الشرقية بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وسياسة توسيع المستوطنات المتواصلة في الضفة الغربية.
وأفاد أستاذ علم الاجتماع السياسي في “معهد جنيف العالي” ريكاردو بوكو بأنه “عبر السماح لإسرائيل بمواصلة عدم امتثالها للقانون الدولي، يدفع الغرب الإسرائيليين إلى الاعتقاد أنهم فوق القانون الدولي”.
Après l’exclusion de l’UNRWA, les Palestiniens face au «vide», les Israéliens réjouis et les humanitaires catastrophés https://t.co/1mqo70UaHH
— Le Temps (@LeTemps) October 29, 2024
واتفقت فرانشيسكا ألبانيزي -وهي خبيرة مستقلة في الأمم المتحدة بشأن الوضع الحقوقي في الأراضي الفلسطينية- مع هذا الرأي، وقالت في تقرير أمس إن الإبادة المتواصلة في غزة هي بلا شك نتيجة الوضع الاستثنائي والإفلات من العقاب الواسع النطاق الذي مُنح إلى إسرائيل”.
وحذرت الخبيرة المستقلة، التي طالبت إسرائيل بطردها الشهر الماضي، من أن إسرائيل تتحول سريعًا إلى دولة “منبوذة”، وسألت الصحفيين “هل ينبغي إعادة النظر في عضويتها بهذه المنظمة التي يبدو أن إسرائيل لا تحمل أي احترام لها؟”.