التايمز: لماذا يبدو أن إسرائيل غير قادرة على قتل السنوار؟
قالت صحيفة التايمز البريطانية الجمعة إنه على الرغم من اغتيال مجموعة من أبرز قادة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى يحيى السنوار، الزعيم الحالي لحماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل مؤخرا طالت أيضا مجموعة من قادة حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب، الذي استهدفته إسرائيل بغارة على الضاحية الجنوبية في بيروت، غير أن السنوار، “الرجل الذي يعد موته أهم من أي شيء آخر (لإسرائيل) لا يزال طليقا”، وَفق وصف الصحيفة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsرسالة من السنوار إلى الحوثي تشعل مواقع التواصل وموضوعات أخرى
حماس ترد على مقترح إسرائيلي لتبادل الأسرى مقابل “خروج آمن” للسنوار (فيديو)
لماذا نجحت إسرائيل مع حزب الله.. وفشلت مع السنوار؟!
ونقلت الصحيفة عن الصحفي الإسرائيلي إيهود يعاري (79 عاما) زعمه أن “الإسرائيليين مترددون للغاية في استهدافه (السنوار) لأنه محاط بالرهائن”، وذلك في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وتساءل يعاري -سبق أن أجرى مقابلة مع السنوار ويزعم أنه ظل على صلة به عبر بعض الوسطاء حتى أشهر قليلة- في حديثه للصحيفة “من سيعطي الأمر؟”، مضيفا أنه “لا يعرف أي زعيم إسرائيلي سيوافق على قصف السنوار وهو محاط بالإسرائيليين”.
السنوار استفاد من فترة سجنه في إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار (62 عاما) كان محل ثقة الحركة وهو في العشرينات من العمر ليتولى مسؤولية جهاز الأمن الداخلي المعروف باسم “مجد”، الذي كان مسؤولا عن فرض الانضباط بين صفوف مقاتلي الحركة، والتصدي لعمليات التجسس الإسرائيلية.
وفي عام 1988 اعتقل جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل -المعروف باسم الشين بيت- السنوار واستجوبه حين كان عمره 26 عاما.
ونقلت الصحيفة عن كوبي مايكل -المسؤول الإسرائيلي السابق الذي تولى استجواب السنوار- أنه أمضى معه 150 ساعة في غرفة واحدة، وأنه “حاول الضغط عليه نفسيا بالتحدث إليه باللغة العربية وإبراز معرفته الواسعة بالقرآن الكريم”.
وأضاف مايكل أن السنوار وضع كتابا بعد أن غادر السجن عن عملية استجوابه، شرح فيه “كيف تتعامل مع المحقق وكيف تكذب عليه، وكيف تجعله عصبيا”، مشيرا إلى أنه قرأ الكتاب ووجده “جيدا”، وَفق تعبيره.
طبيب أنقذ حياة السنوار وعارض خروجه من السجن
وأشارت الصحيفة إلى أن طبيب الاسنان الإسرائيلي يوفال بيتون الذي كان يتولى علاجه رتّب لنقل السنوار لمركز ساروكا الطبي، حيث اكتشف الجراحون الإسرائيليون ورما حول منطقة الدماغ، وأجروا عملية جراحية لإزالته، وذلك عام 2004.
وأضافت الصحيفة أنه بيتون جُنّد كضابط استخبارات في مصلحة السجون الإسرائيلية بسبب علاقته مع السجناء، إذ ساعد في التفاوض على صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط عام 2011، التي أطلِق بموجبها سراح 1027 سجينا فلسطينيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيتون رغم أنه أنقذ حياة السنوار، كان مثل كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعارض إطلاق سراحه.
غير أن السنوار لم ينس ما فعله بيتون، وطلب من مقاتليه الاهتمام بأحد الأسرى الإسرائيليين، وهو تامير أدار (38 عاما) لأنه ابن شقيق بيتون، حسب التايمز.
فهم السنوار للمجتمع الإسرائيلي
وأضافت الصحيفة أن السنوار عزّز فهمه لإسرائيل بتعلم العبرية، حتى صار يتحدثها بطلاقة، وقرأ الصحف الإسرائيلية ومجموعة من الكتب عن تاريخ اليهود.
وظهرت معرفة السنوار الواسعة بالتاريخ اليهودي في مقابلة نادرة مع صحفي إيطالي، عام 2018، وَفق ما ذكرت الصحيفة، إذ أشار السنوار خلالها إلى أن “اليهود من قبل كان منهم أمثال آينشتاين وفرويد وكافكا، وخبراء في الرياضيات والفلسفة، أما الآن فهم خبراء في الطائرات المسيّرة والإعدام خارج نطاق القضاء”.
وذكر المسؤول الإسرائيلي السابق كوبي مايكل في مقابلته مع الصحيفة أنه في أول مرة التقى خلالها السنوار في السجن بدأ يتحدث إليه بالعربية، غير أن السنوار قال له “لا، لغتك العبرية أفضل من قائد السجن، لنتحدث بالعبرية”.
وزعم مايكل للصحيفة أن مع السنوار على الأقل 20 من الأسرى الإسرائيليين، وحقيبة بها 25 كيلو غراما من الديناميت، وأنه سيقتل الأسرى في حال استهدفته إسرائيل.
وختم مايكل مقابلته مع الصحيفة بقوله “يحيى السنوار لن يستسلم أبدا”، مشيرا إلى أنه ربما يخطط لهجمات أخرى على إسرائيل، محرضا على اغتياله بالقول “يجب أن يُقتل هذا الرجل”.