الجنائية الدولية تكشف عن 6 مذكرات اعتقال بحق قادة مليشيا موالية لحفتر في ليبيا

كريم خان قال إن سكان ترهونة تعرضوا لجرائم حرب على يد أعضاء ميلشيا الكاني
كريم خان قال إن سكان ترهونة تعرضوا لجرائم حرب على يد أعضاء ميلشيا الكاني (رويترز)

كشفت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الجمعة، عن مذكرات اعتقال بحق ستة أعضاء في مجموعة مسلحة ليبية بتهم ارتكاب جرائم حرب في البلاد.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قال العام الماضي إن قضاة المحكمة أصدروا مذكرات اعتقال تتعلق بارتكاب جرائم حرب في ليبيا منذ 2011، لكن لم تكن تفاصيل المذكرات معلنة، ولم يكن من الواضح المستهدف منها أو التهم.

وأوضحت المذكرات، اليوم، أن ستة أفراد -جميعهم ليبيون- وجّهت إليهم تهم ارتكاب جرائم حرب تشمل القتل والتعذيب والمعاملة القاسية والعنف الجنسي، واتّهم بعضهم بالاغتصاب.

جثث لضحايا ميلشيا الكاني تم العثور عليها في قبر جماعي في ترهونة
جثث لضحايا ميلشيا الكاني عثر عليها بقبر جماعي في ترهونة (رويترز)

أعضاء في ميليشيا الكاني

وقال خان إن ثلاثة من المشتبه بهم هم أعضاء بارزون في مليشيا “الكانيات” التي سيطرت لسنوات على ترهونة وروّعت سكانها.

وأوضح خان أن الثلاثة الآخرين كانوا مرتبطين بملشيا “الكانيات” التي أعدمت معارضين لها بشكل منهجي وقتلت عائلاتهم بالكامل.

ومن بين المشتبه بهم عبد الرحيم الكاني، أحد الإخوة الذين قادوا المليشيا التي كانت تجوب المدينة في استعراض للقوة، مستخدمة أسديْن مقيديْن لبث الرعب في النفوس.

ولفت كريم خان إلى إنه جمع أدلة على أن سكان ترهونة تعرضوا لجرائم حرب، من بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاغتصاب.

أهالي بعض ضحايا ميلشيا الكاني في ترهونة يرفعون صورهم
أهالي بعض ضحايا ميلشيا الكاني في ترهونة يرفعون صورهم (رويترز)

روايات مرعبة

وقال خان “خلال زيارتي ترهونة عام 2022، سمعت روايات عن أشخاص احتجزوا في ظروف مروّعة وغير إنسانية، ورأيت مزارع ومواقع مكبات نفايات تحولت إلى مقابر جماعية”.

وتقدّر منظمة (هيومن رايتس ووتش) أن ما لا يقل عن 338 شخصا اختُطفوا أو أبلِغ عن فِقدانهم خلال فترة سيطرة “الكانيات” التي استمرت خمس سنوات.

وبعد سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في ثورة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عام 2011، برزت مجموعة من الجماعات المسلحة لملء الفراغ الأمني.

تأسيس ميلشيا الكاني

وفي ترهونة، تأسّست مليشيا الكاني المعروفة أيضا باسم “الكانيات”، وسيطرت عام 2015 على المدينة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا جنوب طرابلس ويبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة.

وكانت المليشيا منحازة لفترة للمجموعات المسلحة الناشطة في طرابلس، لكن عندما شنّ خليفة حفتر هجوما من شرق البلاد للسيطرة على العاصمة، غيّرت المليشيا ولاءها وجعلت ترهونة قاعدة خلفية لقواته.

وعندما هُزمت قوات حفتر، اختفى الإخوة الكاني، ويُعتقد أن بعضهم قُتل، بينما يختبئ آخرون.

وكان عبد الرحيم الكاني، المطلوب الآن للمحكمة الجنائية الدولية “زعيما للكانيات وكان مسؤولا بشكل مشترك عن ما أشار إليه أحد الأشخاص بالجناح العسكري”، وَفق مذكرة الاعتقال.

ملاحقة المتهمين

وصدرت أوامر الاعتقال في إبريل/نيسان 2023 ولكن كشف عنها، اليوم الجمعة.

وعلّق خان على رفع السرية عن مذكرات القبض 6 متهمين في جرائم ترهونة بأنه يمثّل “لحظة مهمة في عملنا الجماعي لتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة في ليبيا”.

وأضاف في بيان “يسعى مكتبي إلى العمل بشكل وثيق مع السلطات الليبية حتى يتمكن هؤلاء الأفراد من مواجهة التهم الموجهة إليهم في محكمة قانونية، عملاً بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1970 لسنة 2011”.

وتوجه خان بالشكر إلى جميع الضحايا الذين تواصلوا مع مكتبه وقدموا معلومات لإثبات الحقيقة، قائلا “أحييهم على شجاعتهم وتصميمهم على المطالبة بالمحاسبة على مثل هذه الجرائم”.

المصدر : الفرنسية + رويترز

إعلان