إسرائيل في حالة تأهب قبل ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى

أعلنت إسرائيل، السبت، أنها “في حالة تأهب” قبل ذكرى مرور عام على عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تعد ردًّا على الهجوم الصاروخي الإيراني، وستواصل قصفها لحزب الله في لبنان.
وقبل يومين من حلول ذكرى هجوم حماس، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إن “الجراح لم تلتئم بعد”، مؤكدًا في الوقت نفسه أن إيران و”وكلاءها” يشكلون “تهديدًا دائمًا” للبلاد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإيران تحذر إسرائيل: ردودنا القادمة ستكون ساحقة ومدمرة (فيديو)
الجيش الإسرائيلي يعترف بتضرر قاعدتين جويتين في الهجوم الإيراني (فيديو)
عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تعلن الإضراب عن الطعام أمام الكنيست (فيديو)
في لبنان، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية المدمّرة على مناطق عدة تُعَد معاقل لحزب الله، معلنًا أنه قتل 440 فردًا في الحزب منذ بدء هجومه البري في لبنان الاثنين، بينما أكد الحزب اللبناني استهداف مواقع عسكرية جديدة في إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري السبت إن القوات الإسرائيلية “في حالة تأهب” تحسبًا لهجمات.

رد إسرائيل على الهجوم الإيراني
من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية السبت إن إسرائيل “تعد ردًّا” على الهجوم الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء.
وجاء الهجوم الإيراني ردًّا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 من يوليو/تموز، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 من سبتمبر/أيلول في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم يقدّم المسؤول تفاصيل عن طبيعة الرد أو توقيته، بينما أوردت صحيفة “هآرتس” أن الرد سيكون “كبيرًا”.
عراقجي يهدد برد أقوى
في دمشق، هدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، برد فعل “ربما أقوى” لأي هجوم على بلاده، قائلًا “لكل عمل سيكون هناك رد فعل متناسب ومماثل من إيران وربما أقوى”.
وفي حين لم يتضح ما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي، حض الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، بينما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب أن على إسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد حذر، الجمعة، من أن حركات المقاومة سوف تواصل قتال إسرائيل.

نقل مركز ثقل الحرب
ونقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف سبتمبر المنقضي من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان منذ 23 من سبتمبر، وبدأت قواتها عمليات برية، وصفتها بأنها محدودة، ضد حزب الله الاثنين.
وقال هاغاري خلال مؤتمر صحفي، السبت، إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ بداية الهجوم البري الاثنين “نحو 440 إرهابيًّا، بينهم 30 قياديًّا برتب مختلفة” خلال العمليات البرية والجوية.
وأفاد حزب الله، السبت، بأن مقاتليه تصدوا لمحاولتَي تقدّم للجيش الإسرائيلي في بلدة العديسة الحدودية.
وأعلن أيضًا قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا، واستهدافه دبابة ميركافا خلال تقدّمها عند أطراف بلدة حدودية، وشركة “إلتا” للصناعات العسكرية شرق عكا في شمالي إسرائيل.
وهزّت غارات إسرائيلية جديدة الضاحية الجنوبية لبيروت، السبت، في أعقاب سلسلة غارات استهدفت المنطقة ذاتها فجرًا، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء أجزاء منها.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت “علينا أن نستمر في ممارسة الضغط على حزب الله وإلحاق خسائر إضافية بالعدو، من دون تنازلات ومن دون هوادة”.
ونعت حركة حماس، السبت، اثنين من كوادرها قُتلا في غارات إسرائيلية في شمالي وشرقي لبنان.
أكثر من مليون نازح لبناني
يأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريبًا على فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل إسنادًا لغزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وحسب الأرقام الرسمية، استشهد أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 من سبتمبر الماضي.
وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان بنحو 1.2 مليون، يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدة من بيروت.
وندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لدى وصوله الى بيروت، السبت، بما يواجهه لبنان من “أزمة مروعة”.
وقال في منشور على منصة إكس “يواجه لبنان أزمة مروّعة. مئات الآلاف من الأشخاص باتوا معدمين أو مشردين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية”.
وأضاف “جئت إلى هنا تضامنًا مع المتضررين، لدعم الجهود الإنسانية، ولطلب مزيد من المساعدة الدولية”.

دعوة للإخلاء في غزة
في غضون ذلك، تتواصل الحرب في قطاع غزة التي تتمّ سنة كاملة.
وأسفرت غارات إسرائيلية الليلة الماضية في شمالي القطاع ووسطه عن 12 شهيدًا بينهم أطفال، وفق ما أفادت مصادر طبية والدفاع المدني في القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين في مركز قيادة يقع في مدرسة وسط القطاع.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان منطقة في وسط القطاع الفلسطيني السبت إخلاءها، مشيرًا إلى أنه يستعد “للتحرك بقوة ضد عناصر حركة حماس”.
وخلَّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أكثر من 41 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 96 ألف جريح، ودمار هائل في مساكن القطاع.