“مسعفون في قلب المخاطر”.. الدفاع المدني اللبناني يواجه تحديات هائلة بسبب العدوان الإسرائيلي (فيديو)

تتعرض فرق الإسعاف والدفاع المدني في لبنان لاستهدافات متكررة من الجيش الإسرائيلي، الذي يزعم أن حزب الله يستخدم سيارات الإسعاف لنقل جرحاه.

واستشهد منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حين كثف جيش الاحتلال هجماته على لبنان، حتى الآن 164 مسعفًا لبنانيا.

ورغم هذه التحديات والأخطار يواصل عناصر الدفاع المدني اللبناني أداء واجبهم الإنساني في المناطق التي تُقصف يوميا، وخصوصا في ضاحية بيروت الجنوبية التي أصيبت بدمار واسع، حيث سُوّي الكثير من أبنيتها بالأرض جراء الغارات الإسرائيلية المدمِّرة.

وقال سعد الأحمر، رئيس مركز المتن الساحلي الجنوبي في الدفاع المدني اللبناني، إن الجيش الإسرائيلي وجّه تهديدات مباشرة لهم داخل مراكزهم؛ مما اضطرهم إلى التراجع مؤقتًا أثناء الغارات، ليعودوا سريعًا بعد انتهائها لمتابعة عملهم الإنساني.

وأضاف الأحمر للجزيرة مباشر “المنازل التي تتعرض للغارات هي منازل مدنيين، وكل غارة تستهدف نحو 6 مبانٍ دفعة واحدة؛ مما يجعل الدمار شاملًا وكبيرًا”.

وشدد الأحمر على أن العمل الإنساني يسبق الخوف، وأن العاملين في الدفاع المدني ملتزمون بتقديم المساعدة، مهما كانت الصعوبات.

رجال الدفاع المدني اللبناني ساهموا في إنقاذ آلاف الجرحى من ضحايا القصف الإسرائيلي
رجال الدفاع المدني اللبناني ساهموا في إنقاذ آلاف الجرحى من ضحايا القصف الإسرائيلي (رويترز)

تهديدات إسرائيلية مستمرة

وفي سياق التحديات التي تواجه فرق الإسعاف أوضح أيمن طاهر، المدرب في المديرية العامة للدفاع المدني، أن التهديدات الإسرائيلية وصلت مباشرة إلى المديرية وبعض الأفراد؛ مما دفعهم إلى إخلاء مركز الدفاع المدني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية من بيروت، الذي أصبح غير آمن تمامًا.

وقال طاهر إن العمل أصبح يتطلب منهم نصب خيام في الشوارع لمتابعة مهامهم الإسعافية، في ظل غياب مكان آمن يستوعبهم، مشيرا إلى أن طواقمهم تعمل في ظروف صعبة للغاية.

نقص في المعدات والاتصالات

ويعاني طاقم الدفاع المدني اللبناني من نقص كبير في الموارد وأدوات الحماية؛ مما يجبرهم على الاستعانة بمعدات من المدنيين في بعض الأحيان، وهو ما يعطل قدرتهم على العمل بسرعة وكفاءة.

ومن أبرز الصعوبات الحالية، بحسب طاهر، انقطاع شبكة الاتصالات في المنطقة؛ مما يعيق قدرتهم على تلقي تحذيرات الإخلاء بشكل مسبق، ويضعهم أمام تحديات إضافية في أثناء تقديم الإسعافات، كما يعرضهم لخطر كبير، حيث يعملون دون أن يتمكنوا من معرفة ما إذا كان هناك إنذار جديد بالقصف أو دعوة إلى إخلاء المنطقة.

وبحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية، فقد خلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان نحو 2800 شهيد، وأكثر من 12 ألف جريح، وسبّب نزوح مليون و400 ألف شخص من منازلهم.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان