“بمجرد الانسحاب تستعيد حماس السيطرة فورا”.. نيويورك تايمز: إسرائيل في دورة دموية من الحرب شمال غزة

دمار هائل في شمال قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل
دمار هائل في شمالي قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي قام قبل نحو عام باستهداف التجمعات السكانية والمدارس والمستشفيات في شمالي قطاع غزة، سعيًا للقضاء على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وانسحب منها، ثم عاد الآن ليكرر كل ما قام به.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أطلق منذ خمسة أسابيع في شمالي قطاع غزة “مجموعة من أكثر الهجمات العسكرية تدميرًا حتى الآن”.

وتهدف الهجمات -كما ذكرت الصحيفة- إلى القضاء على ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ”عودة حماس”. ولتحقيق هذا الهدف، قامت الطائرات والدبابات الإسرائيلية بقصف يومي عنيف لمختلف المناطق في شمالي القطاع، مما أجبر نحو 100 ألف من السكان على النزوح من منازلهم، وخلَّف أكثر من ألف شهيد، وفق بيانات الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن إسلام أحمد (34 عامًا)، وهو صحفي مستقل من شمالي قطاع غزة، أنه يمكن تلخيص الوضع في الأسابيع الأربعة الأخيرة بأنه “شعب يُباد”، مشيرًا إلى أنه عمل أخيرًا على دفن جيرانه في مقابر جماعية.

استراتيجية غامضة

ونقلت الصحيفة عن مصدرين أمنيين إسرائيليين وصفهما ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعملية “جز العشب”، وهو تعبير شائع الاستخدام بين المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويشير إلى أنه كلما عاد مقاتلو حماس إلى منطقة، سيعود الجيش الإسرائيلي إليها، بهدف القضاء عليهم.

خسائر متواصلة لإسرائيل مع استمرار عدوانها على قطاع غزة
خسائر متواصلة لإسرائيل مع استمرار عدوانها على قطاع غزة (رويترز)

غير أن الصحيفة وصفت هذه الدورة المستمرة من انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة، على أساس أنه تم القضاء على مقاتلي حماس فيها، ثم العودة إليها مجددًا مع عودة حماس، بأنها “تعكس الاستراتيجية الغامضة لإسرائيل في الحرب في غزة التي دخلت شهرها الرابع عشر”.

ويرجع هذا الوضع، كما ذكرت الصحيفة، إلى أن “القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي”، وأن “نتنياهو لم يلتزم بخطة قابلة للتطبيق لمرحلة ما بعد الحرب”.

والنتيجة ببساطة أن “حماس ملأت فراغ السلطة”، وتعود إلى المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.

عودة الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية عادت إلى شمالي قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، لكي تستعيد جثث سبعة من الأسرى الذين كانوا بقبضة حماس، وبعد انسحابهم عاد مقاتلو حماس إلى مواقعهم.

والآن عاد الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة، وذلك بهدف “عزل مقاتلي حماس في شمالي القطاع عن مقاتليها في مدينة غزة”، وذلك وفق مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى تحدَّث للصحيفة بشرط عدم ذكر اسمه.

وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي أن الجيش يشجع المدنيين على النزوح من شمالي قطاع غزة، وأنه يخطط للبقاء فيه شهرًا آخر على الأقل.

ونقلت الصحيفة عن غادي شامني، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد تولى قيادة القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، أن “الاحتلال الكامل للقطاع يتطلب موارد هائلة”، مشيرًا إلى أن الأسلوب الحالي للجيش هو حل مؤقت، وإن كانت له تكلفة كبيرة على السكان.

سكان شمال القطاع يعانون من نقص شديد في الطعام ومياه الشرب
سكان شمالي قطاع غزة يعانون نقصًا شديدًا في الطعام ومياه الشرب (رويترز)

“حماس تعود على الفور”

ووصف شامني الوضع في شمالي قطاع غزة بأنه “بمجرد إخلاء الشوارع، تستعيد حماس السيطرة على الفور”.

وأكد شامني أن “المشكلة الرئيسية هنا هي أن حكومة إسرائيل، ونتنياهو نفسه، يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس” في حكم قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى نحو 95 ألف شخص ما زالوا يعيشون في شمالي قطاع غزة، وهو حوالي خمس عدد سكان المنطقة قبل الحرب.

ويعاني سكان شمالي القطاع نقصًا شديدًا في الطعام ومياه الشرب. وأكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، كما أن المهلة الأمريكية لإدخال المزيد من المساعدات تنتهي هذا الأسبوع.

وخلَّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 43 ألف شهيد، ونحو 103 آلاف جريح، معظمهم أطفال ونساء، وأجبر أغلبية سكان القطاع على النزوح من بيوتهم إلى مخيمات الإيواء.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان