يوم المسجد المفتوح في اليابان.. التعريف بالإسلام خلال لقاء مع طلاب وباحثين (فيديو)
نظّم المركز الإسلامي في اليابان، بالتعاون مع جامع طوكيو، فعالية “يوم المسجد المفتوح” لدعوة غير المسلمين من اليابانيين، والتعريف بالإسلام والثقافة الإسلامية.
أقيمت الفعالية في جامع طوكيو ونظمها المركز الإسلامي في اليابان بحسب مدير الدعوة والتربية بالمركز يسري الحمزاوي، الذي أوضح أن الهدف من الفعالية هو دعوة غير المسلمين من اليابانيين.
الطعام الشرقي
وقال الحمزاوي للجزيرة مباشر، إن اليابانيين يحبون الطعام الشرقي، ولذلك نحن ندعوهم إلى تناول أصناف متنوعة من الطعام الإسلامي الشرقي من دول مختلفة، وبعد ذلك تكون هناك نقاشات للتعريف بالإسلام.
وأشار إلى أن عدد الحضور بلغ نحو 85 شخصا، 58 منهم سجلوا مسبقا لحضور الفعالية، وهناك آخرون حضروا من دون تسجيل، وقال إن فعالية يوم المسجد المفتوح أقيمت بتبرع من رجل أعمال ياباني مسلم، ومن المقرر أن تُقام فعاليات مماثلة كل 3 أشهر.
محاضرة عن الإسلام
بدأت الفعالية بمحاضرة ألقاها أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة “كيئو” أحمد المنصور، قدم خلالها تعريفا بالتوحيد ثم بالقرآن، تلتها نقاشات مع الحضور، وإجابات عن تساؤلاتهم.
وعن فحوى النقاشات، قال المنصور، إن الأسئلة تمحورت حول مواضيع متعلقة بالإسلام، مشيرا إلى أنهم يسألون عن كثير من الأمور بدءًا من السؤال عن الخالق سبحانه وتعالى ثم الأحكام الإسلامية والمجتمع وحياة المسلمين.
وأشار إلى اهتمام الحضور من اليابانيين بالوجود الإسلامي في اليابان، وواجبهم لضمان أن يعيش المسلمون بسلام في اليابان كأنهم في بلادهم.
الاستمرار في التعارف
من جانبه، يرى الدكتور المؤمن عبد الله الأستاذ بجامعة طوكيو، أن مثل هذه الفعاليات لها العديد من السمات التي يمكن البناء عليها مستقبلا، داعيا إلى ألا يكون ذلك من أجل التعارف حاليا فقط، بل ينبغي الاستمرار في التعارف.
وقال الدكتور عبد الله “ينقصنا أن يكون هناك توضيح للمشكلات التي نعيشها”.
ويشير الدكتور عبد الله في ذلك إلى الوجود الإسلامي في اليابان والتعريف بالعالم الإسلامي من منطلق منظور الإسلام نفسه وليس فقط المسلمين.
“يجب أن أتعلم أكثر عن الإسلام”
ومن الزوار اليابانيين، قالت تشياكي “تعلمت اليوم ما هو الإسلام، وما هو الطعام الحلال، لقد كانت لدي نظرة عن الإسلام مسبقا، ولكن اليوم تعلمت أشياء جديدة، وأدركت أنه يجب أن أتعلم أكثر عن الإسلام”.
أمّا سوزوكي، فيرى أن الفعالية كانت فرصة جيدة للطرفين لتعريف كل منهما بالآخر، فاليابانيون لم يطرحوا الأسئلة عن ثقافة العرب والمسلمين فقط، بل أيضا للتعبير عن آرائهم ونظرتهم، وكذلك المسلمون، فهي فرصة للسؤال والجواب وبداية لتعزيز التفاهم مستقبلا.
وقال سوزوكي “لقد عرفت الفرق بين الإسلام ككيان وبين الإسلام من وجهة نظر الفرد، وبشكل عام الكل ينظر إلى ما يقوم به الأفراد، ويتم تعميمه على أنه الإسلام، لقد أدركت اليوم جمال الإسلام بغض النظر عن تصرفات بعض الأفراد”.
أصدقاء جدد
أمّا الطالبة شكي التي تدرس بجامعة كيئو، فقالت إنها التقت العديد من الأصدقاء الجدد من المسلمين واليابانيين، خلال الفعالية التي علمت بها من متابعة حساب جامع طوكيو في منصة إنستغرام.
وقالت شكي “تحدثنا في مواضيع مختلفة، وهذا جعلني أشعر بالسعادة، فرغم أنني أدرس اللغة العربية في الجامعة، لكنني تمكنت من معرفة الكثير من المعلومات حول الإسلام اليوم بشكل دقيق”.
من جانبه، قال يوسوكو “لقد عرفت بفعالية اليوم عن طريق الموقع الرسمي للمسجد، وكانت فرصة جيدة للحضور، لقد جئت لأنه ليس عندي معرفة كافية عن الإسلام، وكان اليوم فرصة جيدة للتعلم والحديث، إنه حقا مهم أن نتعلم شيئا جديدا، وقد تعلمت الكثير اليوم”.
التعايش بين المسلمين
أما أريسا فكان دافعها للحضور هو رغبتها في استثمار هذه التجربة في تعزيز التعايش بين المسلمين والمجتمع الياباني، بحكم امتلاكها خلفية عن المسلمين من خلال وجودها مدة في قطر، وقالت إنها تود اصطحاب أصدقاء مقربين لحضور الفعاليات المماثلة مستقبلا.
وقالت أريسا “أعمل على أبحاث تهدف إلى بناء مجتمع يمكن للمسلمين أن يشعروا فيه بالانتماء في اليابان، ولهذا ركزت اهتمامي في فعالية اليوم، على المدارس الإسلامية وكيفية توجيه الأطفال المسلمين ليشعروا بالتواصل مع الثقافة اليابانية”.
ورأت إيمايو الطالبة في جامعة كيئو، اللقاء تجربة غنية، تعرفت خلالها على جوانب جديدة مفيدة، فقد تلقت خلالها شرحًا معمقًا حول الإسلام بطريقة منطقية ومرتبة، وتعرفت على كيفية تعامل المسلمين المقيمين في اليابان مع حياتهم اليومية وأفكارهم.
وقالت إيمايو “كانت هناك تشكيلة من الأطعمة اللذيذة، ورغم أنني لم أتمكن من تذوق الحلويات، إلا أنني واثقة بأنها شهية، أعتقد أن هذا الحدث يمثل فرصة رائعة لمن ليس لديهم معرفة مسبقة بالثقافة العربية أو الإسلام لاكتساب فهم أولي، أنصح الجميع بالمشاركة في مثل هذه الفعاليات”.