وول ستريت جورنال: هل يستطيع ترامب ترحيل ملايين المهاجرين “غير الشرعيين”؟
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بتنفيذ “أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة”، غير أن طريقة تنفيذ هذه العملية تعتمد على ما يعنيه ترامب، وعلى الخطوات التي سيتم تطبيقها على الأرض لتطبيقها.
وأعلن ترامب، الأحد، تعيين توم هومان الذي تولى من قبل مسؤولية إدارة الهجرة والجمارك أثناء فترة رئاسته الأولى، والمعروف بموقفه المتشدد من المهاجرين، ليتولى منصب “قيصر الحدود”، وفق تعبير ترامب، للإشراف على الأمن وتطبيق قوانين الهجرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsترامب ينفذ وعده لإيلون ماسك ويستحدث وزارة “كفاءة الحكومة”
هل يصبح ترامب أكثر رشدا بعد سنوات الحكم والمعارضة؟
بايدن يستضيف ترامب في البيت الأبيض تمهيدا لانتقال السلطة
وكتب ترامب على منصة “تروث” التي يمتلكها أن هومان “سيكون مسؤولا عن حدود أمتنا، وعن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية”.
وقدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عدد المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية بنحو 11 مليون مهاجر في عام 2022، وربما زاد هذا العدد الآن، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”.
إعادة طالبي اللجوء إلى المكسيك
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب سوف يسعى إلى إعادة تطبيق سياسات الهجرة التي اتبعها خلال فترة رئاسته الأولى، ومن بينها أن يتم إعادة طالبي اللجوء من المكسيك إلى بلدهم حتى تنظر السلطات الأمريكية في طلباتهم، الأمر الذي قد يستغرق شهورًا أو ربما فترات أطول.
وتهدف هذه السياسة، كما أوضحت الصحيفة، إلى “كسر الحوافز على التلاعب بالنظام”، خاصة مع طول فترة الانتظار نظرًا لكثرة طلبات اللجوء، حيث “أن السماح للمهاجرين بالدخول إلى الولايات المتحدة أثناء انتظارهم يعد بمثابة حافز على القدوم إليها”.
وأوضح هومان في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية، الاثنين، أن “الأولوية ستكون لترحيل من يشكلون خطرا على الأمن القومي أو خطرا على السلامة العامة”، علاوة على المهاجرين الذين صدرت أوامر من القضاة الفيدراليين بعودتهم إلى بلادهم، لكنهم لم ينفذوها.
وأكد هومان في مقابلة سابقة أنه لن تكون هناك “معسكرات اعتقال” للمهاجرين، ولن يتم اجتياح الأحياء التي يقطنون فيها، كما تداولت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، واصفا كل هذه التقارير بأنها “مثيرة للسخرية”.
وأوضح هومان أن خطة ترامب تتضمن “اعتقالات مستهدفة”، وعمليات لإنفاذ القانون في مواقع بعينها.
وعندما تم توجيه سؤال إلى هومان عن موقف الشرطة إذا وجدت جدة مسنة في منزل يقيم فيه مهاجرون غير شرعيين، فهل سيتم ترحيلها، أجاب بقوله “الأمر يختلف.. دعوا القضاة يقررون ذلك”.
إلغاء برامج بايدن
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمريكية مطلعة أنه من المنتظر أن يلغي ترامب البرامج الإنسانية للرئيس جو بايدن التي سمحت لمئات الآلاف من المهاجرين بالدخول بصورة قانونية إلى الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية.
ومن المنتظر أن يوقع ترامب خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض على أوامر تنفيذية تمنح مسؤولي الهجرة الاتحاديين حرية أكبر للقبض على الأشخاص الذين ليس لديهم سجلات جنائية، وزيادة القوات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، واستئناف بناء الجدار الحدودي.
تأييد الرأي العام قد يتغير
ويحظى ترامب حاليا بتأييد غالبية الرأي العام في جهوده لتأمين الحدود ووقف الهجرة غير الشرعية، وتخفيف الضغوط التي تشكلها على بعض المدن الأمريكية.
غير أن هذا التأييد بين الناخبين قد يتراجع، كما أشارت الصحيفة، إذا شاهدوا أطفالا يتم ترحيل آبائهم، أو شبابا وصلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي أثناء طفولتهم ولا تربطهم أي صلة ببلدانهم الأصلية التي سيتم ترحيلهم إليها.
وأشارت الصحيفة إلى دراسة لمعهد “غالوب” نشرت في صيف العام الجاري، وأوضحت أن 81% من الأمريكيين “يرغبون في طريقة لمنح الجنسية لمن تم إحضارهم بشكل غير شرعي للولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا”.
وتوضح الدراسة أن 64% من الناخبين المناصرين للحزب الجمهوري تؤيد هذا التوجه، الذي يقضي بتسهيل الحصول على الجنسية الأمريكية لمن عاشوا في الولايات المتحدة منذ طفولتهم.
علاوة على النتائج الاقتصادية لترحيل الملايين من العمالة المهاجرة، التي تعمل في قطاعات تعتمد عليها بشكل كبير، مثل قطاع البناء وقطاع الفنادق والمطاعم، حيث إن ترحيلهم سيؤدي لنقص العمالة اللازمة لهذه القطاعات، وارتفاع أجورها مع زيادة الطلب عليها.
الحاجة لحل المشكلة من جذورها
وأوضحت الصحيفة أن ترامب يمكنه القيام بالكثير من الإجراءات للحد من الهجرة غير الشرعية من خلال توقيع أوامر تنفيذية.
غير أن هذا الطريق لا يحل المشكلة من جذورها، إذ لا بد من تشريع لتغير إجراءات الهجرة والجنسية وقواعدها في الولايات المتحدة، وهو ما يتطلب تعاونا من جانب الديمقراطيين.
ونظرا للخسائر التي مني بها الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة، فمن المرجح أن يكونوا أكثر تعاونا مع ترامب في فترة رئاسته المقبلة، مقارنة بما كان عليه الحال خلال فترة رئاسته الأولى، ليتم إصدار تشريع جديد يواجه مشكلات المقيمين بشكل غير شرعي في الولايات المتحدة.