أحداث أمستردام.. وزيرة هولندية من أصل مغربي تعتزم الاستقالة واحتمال انهيار الحكومة
واجهت حكومة رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف اليمينية المتشددة أزمة، الجمعة، عندما هددت نورا أشهبار، وزيرة الدولة للإعانات الاجتماعية والجمارك بالاستقالة، بسبب تصريحات عنصرية لزملائها في الحكومة بعد الاشتباكات التي شهدتها أمستردام الأسبوع الماضي مع مشجعين إسرائيليين.
وذكرت وسائل إعلام هولندية أنه من المتوقع أن تقدم وزيرة الدولة الهولندية، وهي من أصل مغربي، استقالتها في وقت لاحق الجمعة، الأمر الذي قد يدفع وزراء آخرين في حزبها “العقد الاجتماعي الجديد” المناهض للفساد إلى الاستقالة أيضا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالشرطة الهولندية تعتقل مناصرين لفلسطين خلال مظاهرة في أمستردام (فيديو)
نشر 4 آلاف جندي.. ترقب أمني وسياسي في باريس لمباراة فرنسا وإسرائيل
أمستردام.. شاب مصري يتحدى عنف الشرطة لإنقاذ فتاة أثناء فض مظاهرة داعمة لفلسطين (شاهد)
وكان النائب عن اليمين المتطرف خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، شن هجوما حادا على المواطنين من أصول مغاربية، وطالب بسحب الجنسية الهولندية ممن تتم إدانتهم بالعنف تجاه المشجعين الإسرائيليين.
وتمكن حزب الحرية بزعامة فيلدرز من تكوين ائتلاف حكومي عقب الانتخابات الأخيرة، لكنه سيخسر الغالبية في البرلمان الهولندي في حال انسحاب حزب “العقد الاجتماعي الجديد” الذي له 20 مقعدا، من الحكومة.
تصريحات عنصرية من وزراء هولنديين
وأوردت هيئة الإذاعة الهولندية أنه “من المتوقع أن تقدم الوزيرة استقالتها في وقت لاحق اليوم الجمعة بعد استيائها مما حصل داخل مجلس الوزراء بعد أعمال العنف في أمستردام التي شملت مباراة بين أياكس ومكابي تل أبيب”.
وقالت الهيئة “الاثنين الماضي، أثناء اجتماع مجلس الوزراء، ورد أن الأمور تصاعدت، وفي رأي أشهبار، صدرت تصريحات عنصرية”.
ونقلت الإذاعة الهولندية أن نورا أشهبار قالت “أنها، كوزيرة، لديها اعتراضات على لغة معينة يستخدمها زملاؤها”.
يذكر أن أشهبار (42 عاما) عملت بمنصب قاضٍ، وشغلت لوقت طويل منصب المدعي العام.
ولم يستبعد وزراء آخرون في حزب “العقد الاجتماعي الجديد” الاستقالة أيضا، بحسب هيئة الإذاعة نقلا عن مصادر لم تسمها.
حزب “دينك” المعارض يندد بالعنصرية
وفي السياق ذاته وصف حزب “دينك” الهولندي المعارض دعوات الأحزاب اليمينية المتطرفة لسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية المتهمين بمعاداة السامية بأنها “عنصرية”.
جاء ذلك على لسان رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، ستيفان فان بارلي، في حديث للأناضول، حول دعوات الأحزاب المتطرفة لسحب الجنسية من المتورطين في جرائم مثل “معاداة السامية”.
وقال بارلي “هذا قانون عنصري. لأنه لا يمكنك معاملة شخص يحمل الجنسية الهولندية فقط وشخص يحمل جنسية مزدوجة بشكل مختلف”.
وأوضح أن حزبه سيواجه هذا القانون العنصري بكل الأدوات البرلمانية المتاحة.
وذكر أن الأحزاب اليمينية المتطرفة استخدمت الأحداث في أمستردام لتحقيق أجنداتها السياسية الخاصة، وذلك “لإلقاء اللوم بصورة جماعية على السكان المسلمين والذين ينحدرون من أصول مهاجرة في هولندا”.
تجاهل هتافات المشجعين الإسرائيليين
ولفت بارلي إلى تجاهل الحكومة الهولندية للهتافات العنصرية للمشجعين الإسرائيليين في أمستردام، وتمزيقهم الأعلام الفلسطينية.
وأشار إلى وجود جنود إسرائيليين متورطين في الإبادة الجماعية في غزة بين مشجعي مكابي تل أبيب.
وأكد أنه “من المفزع أن الأحزاب اليمينية التي تقول عادة إنها تدافع عن سيادة القانون، سمحت لجنود إسرائيليين بإرهاب سكان أمستردام”.
وفي 7 نوفمبر/تشرين الأول الجاري، أثارت أعمال شغب فجرتها هتافات عنصرية لمشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين خلال مباراتهم ببطولة الدوري الأوروبي مع فريق أياكس الهولندي في أمستردام، غضبا واسعا بين الجماهير.
وبعد المباراة التي انتهت بنتيجة 5 – 0 لصالح أياكس، أطلق مشجعو مكابي تل أبيب هتافات عنصرية ونابية ضد العرب، وقاموا بالاعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه، واستفزاز سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي.