الماسونية.. تاريخ الحركة المثيرة للجدل وأهدافها بعيدا عن الأساطير
تعد الماسونية من أقدم الجمعيات السرية وأكثرها إثارة للجدل في العالم، فمنذ نشأتها أحاطت بها الكثير من الشائعات والتفسيرات المتباينة، وبينما يراها البعض منظمة خيرية تسعى لخدمة البشرية، يتهمها آخرون بالسعي للسيطرة على العالم.
في هذا التقرير، نستعرض تاريخ الماسونية وأهدافها ونظامها الداخلي، مع تسليط الضوء على الحقائق والأساطير المحيطة بها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: إتلاف كميات كبيرة من مخدر “الكبتاغون” عثر عليها في مطار المزة العسكري
شاهد: لحظة إطلاق سراح معتقلين سوريين من الفرع 227 أمن عسكري في دمشق
ما حقيقة اغتيال عالم كيمياء سوري في دمشق؟ الإجابة من مصر (شاهد)
ما هي الماسونية؟
الماسونية، كما تعرّف نفسها، هي “حركة أخوية عالمية أهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس”.
وتشير الموسوعة البريطانية إلى أنها “أكبر جمعية سرية في العالم”، يقدر عدد أعضائها بين مليونين و6 ملايين شخص.
نشأت الماسونية من نقابات البنائين وصانعي الكاتدرائيات في العصور الوسطى، ومع تراجع بناء الكاتدرائيات، بدأت بعض المحافل في قبول أعضاء شرفيين لتعزيز عضويتها المتناقصة، ومن هنا تطورت الماسونية الرمزية أو النظرية الحديثة.
ما تاريخ الماسونية؟
يعود التاريخ الرسمي للماسونية الحديثة إلى عام 1717، عندما تأسس أول محفل كبير في إنجلترا، ومن بريطانيا انتشرت الماسونية إلى فرنسا في عشرينيات القرن الثامن عشر، ثم توسعت في البلدان الأوروبية وأمريكا.
وتشير بعض المصادر الماسونية إلى أساطير ترجع نشأة الحركة إلى ما قبل طوفان النبي نوح، بل حتى إلى عهد النبي إبراهيم والنبي سليمان، لكن هذه الروايات تعدّ أسطورية ولا تستند إلى أدلة تاريخية موثقة.
أهداف الماسونية: بين الحقيقة والتصورات الشائعة
تعلن الماسونية أن أهدافها تتمحور حول:
تعزيز الأخوة والصداقة بين الأعضاء والمساعدة المتبادلة والعمل الخيري والسعي لتحقيق “رفاهية البشرية” وتشجيع “القيم الأخلاقية” و”حرية التفكير”.
ومع ذلك، فإن السرية التي تحيط بالماسونية أدت إلى انتشار نظريات مؤامرة حولها، فيتهمها البعض بالسعي للسيطرة على العالم، ونشر العلمانية، وحتى التمهيد لظهور “المسيح الدجال”، لكن الماسونيين ينفون بشدة هذه الاتهامات.
كيف يعمل النظام الداخلي للماسونية؟
تتكون الماسونية من 3 أفرع رئيسة:
“المحفل الأزرق”: يضم 3 درجات (تلميذ الصنعة المستجد، زميل الصنعة، البناء المعلم).
“الطقس اليوركي”: يتكون من 10 درجات.
“الطقس الأسكتلندي”: يصل إلى الدرجة 32.
أعلى درجة معروفة في الماسونية هي الدرجة 33.
يلتقي الماسونيون في “المحافل”، ويرتدون مآزر خاصة أثناء اجتماعاتهم، ولديهم طقوس ورموز خاصة، مثل الفرجار والزاوية اللذين يمثلان “الطبيعة الأخوية” للماسونية.
هل تتعارض الماسونية مع الأديان والمعتقدات؟
رغم أن الماسونية لا تعدّ نفسها دينًا، إلا أنها تشترط على أعضائها الإيمان بوجود “كائن أسمى” يسمونه “مهندس الكون الأعظم”، ويمكن لأتباع مختلف الأديان الانضمام إليها.
مع ذلك، فقد واجهت الماسونية عداءً من بعض المؤسسات الدينية، خاصة الكنيسة الكاثوليكية التي فرضت حرمًا كنسيًا على أعضائها لمدة طويلة، لكن هذا الحرم رُفع في عام 1983 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني.
شائعات حول الماسونية
من أبرز الشائعات حول الماسونية:
أنها تسعى للسيطرة على العالم وأنها مرتبطة بعبادة الشيطان أنها وراء تصميم الختم الأعظم للولايات المتحدة وصورة الدولار الأمريكي.
يرفض الماسونيون هذه الاتهامات ويعدّونها نتيجة لسوء فهم رموزهم وأهدافهم، ويؤكدون أن شعاراتهم مثل “النظام من داخل الفوضى” لا تحمل أي مدلولات سياسية أو دينية.
الماسونية اليوم: كيف تطورت وما أدوارها الحالية؟
في العصر الحديث، أصبحت الماسونية أكثر انفتاحًا على الإعلام، خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة، وتركز على إبراز أنشطتها الخيرية والاجتماعية.
ومع ذلك، لا تزال تواجه اتهامات بممارسة نفوذ خفي في مجالات السياسة والاقتصاد، وقد دعت الحكومة البريطانية في عام 1996 أعضاء الشرطة والقضاء والمجالس المحلية للإعلان عن انتمائهم للماسونية، مما أثار جدلًا واسعًا.
تظل الماسونية، رغم محاولاتها للانفتاح، موضوعًا مثيرًا للجدل، فبينما يراها أعضاؤها منظمة خيرية تسعى لخدمة البشرية، يستمر البعض في النظر إليها بعين الريبة.