انتقادات لمذيع في قناة أمريكية هاجم ضيفا ندد بالفصل العنصري الإسرائيلي

الكاتب الأمريكي تانهيسي كوتس تحدث عما شاهده من فصل عنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة
الكاتب الأمريكي تانهيسي كوتس تحدث عما شاهده من فصل عنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة (رويترز)

أثارت مقابلة في برنامج صباحي على قناة “سي بي إس” الأمريكية ضجة داخل المحطة بسبب انتقاد المذيع للضيف “تانهيسي كوتس”، وهو صحفي وكاتب أمريكي قام مؤخرا بتأليف كتاب اسمه” الرسالة”، وخصص فيه فصلا عن إسرائيل وفلسطين.

وخلال استضافة كوتس في البرنامج قال له المذيع توني دوكوبيل، الذي تعيش زوجته السابقة وأطفاله في إسرائيل، إن المحتوى الموجود في كتابه الذي ينتقد فيه إسرائيل “لن يكون غريبا إذا وجد في حقيبة ظهر لأحد المتطرفين”.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية فإن مسؤولين تنفيذين في القناة يعتبرون المقابلة التي جرت يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي لا تتطابق مع المعايير المهنية.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر أن المقابلة، علاوة على مقابلات أخرى، دفعت الإدارة خلال اجتماع للموظفين إلى انتقاد عمل دوكوبيل دون تسميته بشكل مباشر.

مقابلة “متحيزة”

وتابعت الصحيفة أن وحدة العرق والثقافة في المحطة أعربت عن قلقها من أن نبرة دوكوبيل وطريقة تعبيره أعطت انطباعًا بأنه متحيز.

لكن شاري ريدستون إحدى المساهمات الرئيسات في الشركة المالكة لقنوات “سي بي إس” اعتبرت أن المقابلة لا تنتهك المعايير، ودافعت عن أداء المذيع.

وقالت ريدستون “أعتقد بصراحة أن توني قام بعمل رائع في تلك المقابلة وأظهر نموذجًا للخطاب المدني”.

وأضافت ريدستون المعروفة بتصريحاتها ضد معاداة السامية، أنه من غير المناسب أن تتناول قناة “سي بي إس نيوز” هذه المسألة في ذكرى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن عشرات الموظفين في “سي بي إس” أثاروا أسئلة حول أداء المذيع خلال اجتماع مع رئيسة القناة ويندي ماكماهون ورئيس التحرير أدريان روارك.

وقال روارك، وفقًا لشخص مطلع على الاجتماع “لقد حدث تجاوز. يتعلق الأمر بالحفاظ على إرث الحياد والموضوعية الذي تتميز به سي بي إس نيوز”.

وأضاف روارك أن الشبكة ستظل تقدم تقارير موضوعية وتطرح أسئلة صعبة، لكن “يتعين علينا التحقق من تحيزنا وآرائنا”.

 

لا صوت لمراسلين من أصل فلسطيني

وكان دوكوبيل بدأ المقابلة بأن قال لضيفه “عندما أقرأ الكتاب، أتخيل لو أنني حذفت اسمك منه، وحذفت الجوائز والإشادة، وحذفت غلاف الكتاب، فإن دار النشر ستختفي، ولن يكون محتوى هذا القسم غريبًا في حقيبة ظهر متطرف”.

وسأل دوكوبيل ضيفه “لماذا يتجاهل حقيقة أن إسرائيل محاطة بدول تريد القضاء عليها؟ لماذا يتجاهل حقيقة أن إسرائيل تتعامل مع جماعات إرهابية تريد القضاء عليها؟”.

ورد المؤلف تانهيسي كوتس بقوله “أشعر بقلق بالغ دائمًا تجاه أولئك الذين لا صوت لهم، تجاه أولئك الذين لا يملكون القدرة على الحديث. لقد سألت مرارًا وتكرارًا في مقابلاتي عما إذا كانت هناك شبكة واحدة أو منظمة رئيسة في أمريكا بها رئيس مكتب أو مراسل أمريكي من أصل فلسطيني يتمتع بصوت حقيقي للتعبير عن جزء من العالم”.

وأكد أن “المراسلين الذين يؤمنون بتعاطف أكبر بإسرائيل وحقها في الوجود لا يواجهون مشكلة في إيصال صوتهم، ولكن ما رأيته في فلسطين، وما رأيته في الضفة الغربية، وما رأيته في حيفا، في إسرائيل، لم أسمع به، وكانت هذه القصص هي القصص التي شغلتني أكثر من غيرها”.

سياسات الفصل العنصري

ومضى دوكوبيل في توجيه سهام النقد لضيفه قائلا “ما الذي يزعجك بشكل خاص بشأن وجود دولة يهودية تشكل مكانًا آمنًا لليهود؟”.

وأجاب كوتس “أنا مستاء من فكرة الدول التي بنيت على أساس عرقي، بغض النظر عن مكانها. لا أريد دولة حيث تضع أي مجموعة من الناس حقوق المواطنة الخاصة بها على أساس عرقي. دولة إسرائيل هي دولة يعيش نصف سكانها على مستوى واحد من المواطنة، وكل شخص آخر يحكمه الإسرائيليون يعيش على مستوى آخر، بما في ذلك المواطنون الإسرائيليون الفلسطينيون”.

وتابع كوتس “الشعب الوحيد الموجود على هذا المستوى الأول هم اليهود الإسرائيليون. لماذا ندعم ذلك؟ كان هذا هو الحال تمامًا في نظام الفصل العنصري الأمريكي”.

وروى تجربته عند زيارة الأراضي الفلسطينية بقوله “الشخص الذي كان يرشدني فلسطيني ولد والده وجده وجدته في هذه البلدة، وأنا أتمتع بحرية أكبر في المشي مقارنة به، فهو لا يستطيع السير على طرق معينة. ولا يستطيع الحصول على المياه بنفس الطريقة التي يحصل بها المواطنون الإسرائيليون الذين يعيشون على مسافة أقل من ميل منه. مرة أخرى، لماذا يجوز ذلك؟”.

وتابع دوكوبيل أسئلته بقوله “هل لا يوجد في هذا الكتاب أي دور للفلسطينيين؟ إنهم موجودون في روايتك كضحايا للإسرائيليين فقط، وكأنهم لم يُعرض عليهم السلام في أي لحظة، وكأنهم لا يملكون مصلحة في هذا أيضًا. ما هو دورهم في الافتقار إلى التعاطف؟”.

ورد كوتس بقوله “أنا أتمتع ببوصلة أخلاقية للغاية في هذا الشأن ومرة ​​أخرى، ربما يرجع ذلك إلى أصولي، فإما أن يكون نظام الفصل العنصري صحيحًا أو خاطئًا. الأمر بسيط للغاية. فإما أن يكون ما رأيته صحيحًا أو خاطئًا”.

وتابع كوتس قائلا “على سبيل المثال، أنا ضد عقوبة الإعدام. أما ما فعله الشخص للحصول على عقوبة الإعدام، فهذا لا يهمني حقًا. ولا يهمني إن كان يبيع كيسًا من الماريجوانا أو إن كان قاتلًا متسلسلًا. أنا ضد عقوبة الإعدام. أنا ضد الدولة التي تميز ضد الناس على أساس العرق. أنا ضد ذلك. لا يوجد شيء يمكن للفلسطينيين فعله لجعل ذلك مقبولًا”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان