بخيت السناني.. وفاة “حكيم الشعر” الذي تنبأ بطريقة موته

“متنبّي جهينة”

الشاعر السعودي بخيت السناني (وسائل التواصل)

نعى جمهور الشعر والأدب، الشاعر السعودي الكبير، بخيت السناني، الذي وافته المنية إثر تعرضه لحادث مروري مروع قرب المدينة المنورة، مساء الخميس، عندما كان عائدًا من حفل شعري، ليودع الدنيا تاركًا إرثًا شعريًّا لا يُنسى.

“متنبي جهينة”

وبدأ السناني مسيرته الشعرية منذ طفولته، حيث أبدع في فن المحاورة مع عمالقة الشعراء، أمثال صياف الحربي وحبيب العازمي وزيد العضيلة. وعُرف الراحل بجمال صوته وبلاغة أبياته التي أكسبته ألقابًا عدة، أبرزها “متنبي جهينة” و”حكيم الشعر”.

وإلى جانب موهبته الشعرية، كان السناني معلمًا للغة الإنجليزية ومُلمًّا بالعربية الفصحى، مما جعله شخصية أدبية متكاملة. واستشهد الناس بأبياته في المجالس والدواوين، حيث كانت كلماته تعكس الحكمة والتأثير العميق.

تنبأ بموته

وشهدت حياة السناني سلسلة من الحوادث المؤثرة، أبرزها حادث مروع في عام 2010 على طريق (تربة – الطائف)، حيث انقلبت سيارته عدة مرات؛ مما تسبب له في إصابات خطيرة أدخلته في غيبوبة طويلة.

وكان السناني قد نظم قصيدة، في وقت سابق، عبّر فيها عن إحساسه بقرب نهايته من خلال إشارات المرور التي كان يتجاوزها دون انتباه، قال فيها:

أنا لي ثلاث شهور من شدة التفكير .. أمر الإشارة والعة واتعداها

ونجاني الله من حوادث مرور السير .. وأكيد أن لي لحظة وداع أتحرّاها

وقد جاءت وفاته بالفعل بسبب حادث سير، وكأنها تحقيق لتلك اللحظة التي تحرّاها.

قصيدة وداع قبل الرحيل

وقبل أيام قليلة من وفاته، أطل السناني على محبيه بمقطع فيديو ألقى فيه قصيدة عن دورة حياة الإنسان، قال فيها:

الآدمي رحلته في ضعف يبديها .. شاقي بدنياه لو ما هو بضامنها
أول حياته يحوبي شاقي فيها .. ويرده الله يحوبي عايف منها

كما عبّر عن الندم والخضوع لحكم الله ببيت شعري مؤثر، قال فيه:

اخضع لربك واقبل البيض والسود .. مالك على حكم الإله اعتراضي

والظفر دايم يعذر ويكسب الزود .. لو إن زلاتك طوالاً عراضي

ورأى متابعون أنه برحيل السناني، فقد الشعر العربي أحد رموزه البارزة، لكن إرثه سيظل خالدًا في ذاكرة محبي الشعر وعشاق الأدب.

المصدر : وسائل إعلام سعودية

إعلان