تصريحات لسموتريتش تُشعل تحذيرات فلسطينية من مخطط السيطرة على الضفة الغربية

قال محافظ نابلس والمسؤول السياسي في السلطة الفلسطينية، غسان دغلس، إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، حول بدء مخطط فرض السيادة على الضفة الغربية، هي من أخطر التصريحات التي تهدد إقامة دولة فلسطينية.

وأضاف دغلس، في حوار مع الجزيرة مباشر “تصريحات سموتريتش، لا تأتي من فراغ لأنه وزير لوزارة مهمة في الحكومة الإسرائيلية، وهو يتكلم عن ضم الضفة وتقسيمها لأجزاء مع توسيع المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية، وهناك 192 مستوطنة و190 بؤرة استيطانية إذا تحولت إلى مستوطنات كبيرة ستلتهم الضفة”.

وتابع “ولا يبقى للمواطن الفلسطيني إلا داخل المدن والقرى، وهذا أمر خطير وكأنه يدعو للتهجير من خلال قطع التواصل الجغرافي بين المدن وفصلها، ولا يصبح هناك وجود لأي كيان سياسي أو اقتصادي للشعب الفلسطيني”.

وأكد دغلس، أن إفشال هذا المشروع يتمثل بوحدة الشعب الفلسطيني على أرضه، إضافة إلى أهمية تكوين تحالف عربي إسلامي دولي يقف ضد هذا المخطط، وقال “لا يوجد أمامنا إلا أن نخوض معركة الحكمة لنخرج من هذه المحنة بعد أن تخلى عنا الكثير من الأشقاء والأصدقاء”.

وشدد محافظ نابلس على ضرورة حماية الأراضي الفلسطينية، قائلا “نحن على أرض مباركة ومقدسة والكل مجمع على حمايتها بكل ما أوتينا من قوة، وخلال الفترة القادمة سنعمل على تعزيز الصمود لإفشال هذه المشاريع”.

تفاصيل المخطط الإسرائيلي

وعن تفاصيل أكثر للخطة التي ينوي الاحتلال تنفيذها بالضفة، قال الناشط في المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، محمد دويكات، إن خطة سموتريتش أُعلن عنها منذ اليوم الأول لتولي هذه الحكومة الفاشية زمام الحكم، وهذه الخطة تشمل ضم الأراضي الفلسطينية إلى ما يسمى “دولة إسرائيل الكبرى”.

وأردف “بدأنا بالفعل نشهد خطوات متسارعة لترجمة هذه الخطة من خلال تعزيز الاستيطان في عموم الضفة إضافة إلى شق طرق فاصلة بين مدن الضفة وتصل المستوطنات بعضها ببعض لتكون بمثابة طرق فاصلة بين الفلسطينيين وقراهم ومدنهم”.

وأشار دويكات، إلى أن الخطة تشمل انتشار آلاف الحواجز والبوابات الإلكترونية على مداخل البلدان والمدن بهدف خلق واقع جديد على الأرض، متابعا “وأيضا هناك سلسلة من الإجراءات التي اتخذت في الكنيست تقضي بوقف البناء في مناطق ما تسمى (ج) وهدم كل ما هو قائم في مناطق ما تسمى (س)”.

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا بضم أجزاء من المنطقة “ج” من الضفة الغربية (رويترز)

موقف القانون الدولي ومجيء ترامب

وبشأن موقف القانون الدولي من خطة السيطرة الإسرائيلية على الضفة، أكد المختص في القانون الدولي، عبد الرحيم الشوبكي، أن القانون الدولي والأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية، أقرت بحق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 سواء الحدود المؤقتة أو الدائمة.

وقال إن هذه الخطة هي اعتداء ممنهج من الحكومة اليمينية المتطرفة التي تسيطر على الكنيست وهذا ليس غريبا على السلوك الإسرائيلي، مضيفا “ومنذ 7 أكتوبر إلى الآن هناك تعدٍّ صارخ على كافة القوانين الدولية وخاصة القانون الذي يسمح بإقامة دولة فلسطينية على هذه الأرض، كما أنه من حق الشعوب التي تخضع للاستعمار أن تمارس كافة أشكال النضال”.

وأوضح الشوبكي، أن هذه الخطة الإسرائيلية بالسيطرة على الضفة هي تكملة للفكرة الدينية التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الأحزاب اليمينية التي تؤمن بضرورة إقامة دولة يهودية خصوصا على الضفة الغربية.

علاقة طوفان الأقصى بالسيطرة على الضفة

من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي، إن من أسباب دوافع عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول شعور المقاومة بأن هناك نية لتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على الضفة الغربية.

وأضاف عنبتاوي “لذلك الحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب الدامية على غزة رجعت خطوة للخلف قليلًا تجاه الضفة، وبعد إبادة غزة في ظل صمت العالم عن المجازر، تريد الحكومة الإسرائيلية الآن الانتقال للخطوة الثانية للسيطرة على الضفة وإطلاق يد المستوطنين وتسليحهم وحماية الجيش في هذا الاتجاه”.

استياء وخوف بين مواطني الضفة

كما عبر المواطن الفلسطيني قاهر أبو مصطفى، عن قلق أهل الضفة جراء التضييق والانتهاكات التي تمارس بحقهم.

وقال “من قبل الحرب ما بطلع برا مدينة نابلس خوفًا من اعتداء المستوطنين والجيش الإسرائيلي، ومفيش أمان على حياتنا”.

وكان وزير المالية، والوزير في وزارة الحرب الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، قد دعا قسم إدارة المستوطنات في وزارة الدفاع، والإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، إلى البدء في إعداد البنية التحتية اللازمة للسيطرة على الضفة الغربية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان