“ما في أكل ولا أمان”.. سودانيون يروون معاناة نزوحهم من جزيرة توتي إلى ملاجئ أم درمان (شاهد)
فرّ مئات السودانيين من جزيرة توتي هربًا من تصاعد أعمال العنف، ليجدوا أنفسهم في مواجهة ظروف إنسانية صعبة داخل ملاجئ مؤقتة في أم درمان، الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وأفاد نازحون، للجزيرة مباشر، بمعاناتهم نقص الخدمات الأساسية، مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
أصوات من قلب الأزمة
وروى النازحون مشاهد مؤلمة من يومياتهم مع نقص الطعام والدواء وانعدام الأمن، حيث أصبح البقاء على قيد الحياة تحديًا يوميًّا.
وقال أحدهم “مرات كثيرة الأوضاع الصعبة بتخلينا ما نقدر ننام، لا في أمان ولا في أكل. الناس في البيوت عاجزين حتى عن توفير أبسط الاحتياجات. كنا بنتمنى تكون الحياة أبسط، لكن ما قادرين نتحمل أكثر من كده”.
وأضاف “في الفترة الأخيرة انتشر وباء خطير، والناس بقت تموت بالمئات. في اليوم الواحد بنشوف 6 أو 7 جنازات، أغلبهم كبار في السن. ما في علاج ولا أكل لأهلنا. الأوضاع بقت صعبة جدًّا”.
نقص الدواء مأساة يومية
ووصفت امرأة تعاني نقص الدواء حالتها قائلة “أنا واحدة من الناس، في يوم احتجت بنادول وما لقيت. حاولت أطلب من حد يساعدني حتى لو نص حبة، لكن للأسف، ما في حد يقدر. الأدوية شحيحة جدًّا، وناس كثار بقت حياتهم معلقة على البسيط زي البنادول”.
أما عن حال الأطفال، فقالت إحدى العاملات في مجال التغذية “الأطفال حالاتهم تدهورت بشكل شديد، الأسر بقت تأكل وجبة واحدة في اليوم، وصحتهم بقت سيئة. كل طفل بنشوفه في المراكز الصحية بيكون يعاني من نقص التغذية. مرات الأمهات بيجونا بالبكاء لأنهم ما قادرين يوفروا شيء لأولادهم”.
نموذج مصغر للدمار
وتحولت جزيرة توتي الواقعة في وسط نهر النيل إلى نموذج مصغر يعكس الدمار الذي خلفته الحرب التي اندلعت في السودان منذ إبريل/نيسان 2023.
ووفقًا لتقرير حديث، فإن عدد القتلى في ولاية الخرطوم خلال الأشهر الـ14 الأولى من الصراع تجاوز 61 ألف شخص، وهو رقم يفوق التقديرات السابقة بكثير.
وقال خبراء لوكالة رويترز، إن جزيرة توتي، التي كانت تعرف بأنها مجتمع زراعي مترابط، أصبحت واحدة من 14 منطقة معرضة لخطر المجاعة في أنحاء السودان، وقد اجتاحت حمى الضنك الجزيرة، وأكد عدد من سكانها أن ستة أو سبعة أشخاص يموتون يوميًّا بسبب انتشار الأمراض.